متعب بن عبد الله .. مسيرة عمل ورؤية قائد
|
الثلاثاء 17/12/1431 هـ 23 نوفمبر 2010 م العدد : 3446
عبدالإله ساعاتي
تسنى لي المشاركة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) على مدى سنوات.. كما شاركت في عضوية
(لجنة المشورة الثقافية) للمهرجان.
ولقد أتاحت لي هذه المشاركات فرصة التعرف عن كثب على شخصية صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز باعتباره (مهندس) المهرجان.. هذا إلى جانب متابعتي للقاءات الإعلامية التي أجريت مع سموه.. والتي من خلالها أمكن التعرف على مفاتيح شخصيته والوقوف على المستوى الفكري الذي يتمتع به والرؤية التي يملكها نحو المواقف والأحداث والشخصيات.
فهو رجل يمتلك صفات القيادة الفطرية المؤثرة.. يجمع بين صفات القائد العسكري والمثقف الحضاري والإداري المميز.. وهو صاحب فكر منظم ورؤية مستقبلية.. يتبين ذلك من خلال الإنجازات الكبيرة التي شهدها جهاز الحرس الوطني.. هذا الجهاز الذي يعكس المفهوم الشمولي للمؤسسة العسكرية الحديثة التي لا تتوقف عن حدود الدور العسكري بل تتجاوزه إلى دور حضاري تنموي خلاق.. فهو مؤسسة حضارية تتقدم بشكل مذهل ليس فقط في إمكانياتها المادية والعسكرية وإنما بمكوناتها البشرية..
ففي ذلك يقول سمو الأمير متعب: «سنطور مفهوم الإنسان وفكره مثلما نطور سلاحه».
فما حققه الحرس الوطني في مجال محو الأمية ــ على سبيل المثال ــ ليس فقط لمنسوبيه وإنما حتى لأفراد أسرهم.. يعد إنجازا يقاس على مستوى أممي.
وما حققه الحرس من خلال برامج الابتعاث والتدريب الخارجي والداخلي لمنسوبيه يعد إنجازا متميزا..
وإذا كانت القوى البشرية هي المرتكز الأساس لأي تطور تنموي.. فيمكننا القول إن الحرس الوطني استطاع أن يشكل هذا المرتكز الأساسي الذي بني عليه إنجازات متعددة.
ولعل من أهم معاقل بناء إنسان الحرس الوطني «كلية الملك خالد العسكرية» التي تولى الأمير متعب قيادتها منذ العام 1403هـ فهي محور الإعداد البشري لقوى الحرس العسكري.. ولقد حققت تطورات كبيرة حتى باتت تضاهي الكليات المماثلة في العالم المتقدم.. حيث استوعبت ــ بقيادة الأمير متعب ــ العلوم والمعارف وفق أحدث الأساليب المتطورة التي تواكب مستجدات الصناعة العسكرية علما وتطبيقا.
وهناك كلية القيادة والأركان التي تعد القادة العسكريين المتخصصين وتزودهم بسلاح العلم والمعرفة.
وجاء المهرجان الوطني للتراث والثقافة ــ الذي واكبه الأمير متعب منذ انطلاقته الأولى في عام 1405هـ .. جاء ليجسد حقيقة أن الحرس الوطني ليس مجرد جهاز عسكري فحسب.. بل هو مؤسسة حضارية متكاملة.
فالمهرجان السنوي الذي يستقطب مثقفين ومفكرين من مختلف أنحاء العالم ويتضمن برامج ثقافية متنوعة ومتعددة.. أصبح ظاهرة حضارية تؤكد للعالم حقيقة أن بلادنا ليست مجرد (نفط).. بل هي بلاد تعنى بالفكر وتهتم بالثقافة وتحافظ على تراثها وتمزج الماضي بالحاضر والتراث بالمعاصرة.. وتسعى جاهدة للانفتاح على العالم.. وتحتفي بمشاركات الآخرين.
ولقد استطاع الأمير متعب بعلاقاته المميزة بالمثقفين والمبدعين على امتداد العالم أن يعزز نجاحات هذا المهرجان الذي ساهم بمعيارية في تغيير الصورة النمطية للمجتمع السعودي لدى الآخرين.
ولقد تكاملت شخصية الأمير متعب بن عبدالله من خلال مسيرة تعليمية وعملية حافلة.. حيث تخرج في كلية (ساند هيرست) العسكرية البريطانية الشهيرة برتبة ملازم.. ثم تدرج في السلم العسكري حتى بلغ في عام 1415هـ رتبة فريق..
ولم يكتف بهذا القدر من التعليم المتخصص.. بل حصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية.. وتم في عام 1420هـ ترقيته الى رتبة فريق أول وتعيينه نائبا لرئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية.
وفي عام 1430هـ صدر أمران ملكيان الأول بتعيينه نائبا لرئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية بمرتبة وزير والثاني بإنهاء خدماته العسكرية.
وفي تاريخ 11/12/1431هـ أصدر خادم الحرمين الشريفين أمرا ملكيا بتعيينه وزير دولة وعضو مجلس الوزراء ورئيسا للحرس الوطني.
ولم تكن المهمة تشريفية بقدر ما فيها من تكليف.. فها هو ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين يقول للأمير متعب: «الحرس من ذمتي إلى ذمتك».
وفي ذلك إشعار بعظمة المسؤولية.. مع إدراك لإمكانيات المكلف والثقة في قدرته على النهوض بهذه المسؤولية.
وسوف يكون الأمير متعب بن عبدالله ــ بإذن الله تعالى ــ إضافة جديدة لمجلس الوزراء.
ولا بد لنا في هذا الصدد أن نجزل التقدير والاعتزاز بالدور الكبير الذي قام به صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز على امتداد نصف قرن عمل خلالها في مؤسسات الدولة.. ونشيد بمضامين الاعتذار الراقي الذي حمله طلب الاستقالة والذي ألجم أي تأويلات غير سوية.
وأخيرا ندعو المولى عز وجل أن يوفق الأمير متعب وجميع العاملين في خدمة هذا الوطن المعطاء وأهله الكرام.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20101123/Con20101123384391.htm
|