لماذا.. ياجامعة جازان ؟!

جريدة عكاظ

الاثنين 13/07/1430هـ  06/ يوليو/2009  العدد : 2941

 

 

لماذا.. ياجامعة جازان ؟!

 

لعل أبرز التحديات التي تواجه جامعاتنا.. هو التحدي المتعلق بتحقيق المواءمة بين مخرجات الجامعات واحتياجات سوق العمل.
ولقد ظلت جامعاتنا لفترة زمنية طويلة أسيرة فكر يرى أن التعليم للتعليم فقط. بصرف النظر عن احتياجات سوق العمل.
وكانت النتيجة أن أصبح نحو 80 في المائة من خريجي الجامعات هم من أصحاب التخصصات النظرية.. وهي التخصصات التي لايحتاجها سوق العمل!!
وبالتالي أسهمت جامعاتنا في استفحال ظاهرة البطالة.. حيث تخرج في كل عام أعدادا من الطلاب ينضمون إلى طابور البطالة!!
واستمر هذا الوضع سائدا حتى تضخمت تداعيات أزمة البطالة وانعكست بسلبياتها على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.. فظهر التوجه الرسمي والضغط الشعبي، وأخذت القناعات تتغير.. ساعد على تغييرها ظهور جيل جديد في قيادات الجامعات.
فظهر أخيرا الفكر الجديد الذي يرى «أن التعليم للتعليم للتنمية»
إذ لايمكن فصل إعداد وتأهيل وتعليم الشباب.. عن احتياجيات التنمية من القوى العاملة.
ولقد بدأت الجامعات تغير إرثها القديم من خلال تطوير مناهجها.. حتى في التخصصات النظرية بإدخال علوم الحاسب الآلي ومهارات الاتصال وأخلاقيات العمل.. كما أصبح التركيز على افتتاح تخصصات علمية تلبي احتياجات سوق العمل.
ولذلك فلقد فوجئت بخبر قيام جامعة جازان بافتتاح كلية الآداب والعلوم الإنسانية أخيرا.
ورغبة في التأكد من صحة الخبر.. زرت الموقع الإلكتروني للجامعة.. ووجدت بالفعل إنشاء الكلية بتخصصات اللغة العربية – العلوم الاجتماعية – المكتبات – الصحافة والإعلام.
هذه التخصصات النظرية.. التي يتخرج الطلاب منها فلا يجدون عملا في الوقت الحالي.. فما بالنا بالقادم من الأيام!!
لقد فرحنا بإنشاء الجامعة التي اختصرت الزمن.. ففي خلال الأربع سنوات التي تمثل عمر الجامعة حققت الجامعة إنجازات جيدة.. وفي خلال عامين أنشئت (17) كلية.
ولكن بكل تأكيد ليست كلية الآداب هي ما نريد.. ذلك أن سوق العمل يحتاج العمالة الماهرة والتقنية العلمية.
والقطاع الخاص هو الموظف الرئيسي.. حيث نصت خطة التنمية الثامنة على أن ما نسبته 94.6 في المائة من الفرص الوظيفية هي في القطاع الخاص وهذا القطاع لايحتاج إلى تخصصات أدبية.
وفي تصريحه المنشور في جريدة «عكاظ» يوم الأحد الخامس من رجب قال معالي الدكتور محمد آل هيازع مدير جامعة جازان: «إن جامعته تركز في سياساتها التعليمية والمجتمعية على توفير تخصصات حيوية معينة تقابل حاجة المنطقة والوطن ككل».
أعجبني كلام معالي مدير جامعة جازان.. وهو ما عنيته في مطلع مقالي هذا.
ولهذا صدمت بخبر إنشاء كلية الآداب. والتي ينطبق عليها ـ في تصوري ـ ما قاله معالي مدير جامعة جازان عن كلية الشريعة وأصول الدين.
وحيث إن الكلية جديدة.. فآمل أن يعاد النظر في أمر إنشائها.. أو على الأقل عدم التوسع فيها.. والتركيز على التخصصات العلمية الأخرى التي يحتاجها سوق العمل.

 


آخر تحديث
7/6/2009 12:13:43 PM