استراتيجية تطوير «جدة» إنجاز .. ولكن!
|
جريدة عكاظ
الاثنين 30/ 5/ 1430هـ الموافق 25 مايو 2009 م العدد 2899
استراتيجية تطوير «جدة» إنجاز .. ولكن!
يعد التخطيط الاستراتيجي المبني على التحليل العلمي للبيئة وسيلة مهمة للتنمية والتطوير، وتحديد الأطر العلمية اللازمة لتحقيق الأهداف التنموية التي تلبي احتياجات المجتمع.
ولقد أثبتت الدراسات العلمية أهمية «التخطيط الاستراتيجي» ودوره في تحقيق النجاح في مختلف المجالات وعلى اختلاف المستويات؛ حيث يسهم في بلورة القدرة التنبئية والمسؤولية الاستراتيجية ووضوح الرؤية المستقبلية وتحقيق التفاعل البيئي والمجتمعي، إلى جانب تنمية القدرة على مواكبة التغيير وإحداثه، بل وإلى الانتقال بالقدرة إلى صنع الفعل بدلا من الركون إلى موقف رد الفعل.
ولقد تابعت رعاية سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل لحفل برنامج إطلاق مسودة الخطة الاستراتيجية لتطوير محافظة جدة للعشرين عاما المقبلة والذي أقيم يوم الاثنين 23 جمادي الأولى 1430هـ الماضي.
وسعدت كثيرا لأن مدينة جدة هي أحوج ما تكون إلى الأخذ بنهج التخطيط الاستراتيجي في ظل التحديات المتعددة التي تواجهها المدينة، والمشاكل المتنوعة التي يعاني منها سكانها.
ولقد حدد سمو الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة هدف الخطة المتمثل في تطوير محافظة جدة بمنظور شمولي يأخذ محيطها الإداري والاقتصادي والاجتماعي والبيئي بعين الاعتبار؛ للارتقاء بإنسان هذه المحافظة وبيئته التي يعيش فيها.
وحدد معالي أمين محافظة جدة المهندس عادل فقيه محاور الخطة لتشمل: الاقتصاد المحلى، البيئة، التراث، السياحة، الخدمات الاجتماعية، النقل والمواصلات، البنية التحتية، إدارة الواجهة البحرية، الساحات العامة، المرافق الترفيهية، الإسكان، والمناطق العشوائية.
وكعادة الأمير خالد الفيصل في مواقفه الإبداعية تحدث في الحفل موجها حديثه لمعالي أمين محافظة جدة قائلا: «معالي الأمين لقد مدد لك خادم الحرمين الشريفين مدة الخدمة أربع سنوات وسوف نقف معك بعد أربع سنوات لنرى ماذا أنجزت على الأرض مما عرض علينا على الورق».
هكذا هو الأمير «المبدع» يستنطق الأحداث ويستقرئ المواقف ويستشرف المستقبل.
لقد ذكرني سموه بالعالم الإداري الكبير بيتر دركرPeter Drucker الذي وضع نظرية «الإدارة بالأهداف»Managment By Objectives ، وألف سفرا ضخما حولها، وأصبحت مفهوما مطبقا في المنظمات والمؤسسات العالمية الكبرى؛ حيث يضع المسؤول أهدافه وخططه ويحدد موعد تنفيذها بمدى زمني، وذلك في حضور المشرف عليه. وعند حلول الموعد الزمني المحدد يقف المشرف مع المسؤول على واقع ما نفذ من الأهداف والخطط التي وعد المسؤول بتنفيذها.
والواقع هو أن وضع الخطة الاستراتيجية على الورق يعد أمرا مهما لتحديد الرؤية المستقبلية، ولكن الدراسات المبنية على تقييم الخطط الاستراتيجية على الواقع أكدت أهمية جانب «التطبيق» للخطط الموضوعة.
يقول الدكتور أنسوف ANSOFF العالم المؤسس للتخطيط الاستراتيجي «إن الخطط الاستراتيجية تفقد قيمتها ما لم يقترن التصميم بالتنفيذ، وذلك يتطلب أن تكون أهداف الخطة واضحة محددة واقعية قابلة للقياس».
وأضيف على ما قاله الدكتور أنسوف: إن مشكلة خططنا بوجه عام هي في الأهداف التي تكتب بصيغ إنشائية عمومية فتكون أقرب إلى الأمنيات الجميلة المحلقة أكثر من كونها أهدافا مقننة قابلة للتطبيق على أرض الواقع.
وفي نفس الوقت فإن تنفيذ الاستراتيجية لن يتحقق ـ كما قال سمو الأمير خالد الفيصل ـ إلا إذا تضافرت جهود الجميع فكل إنسان في هذه المدينة يجب أن يساهم بالرأي والتفكير وبالاقتراح والجهد والعمل الدؤوب، ليس لنا مبرر في عدم استغلال كل طاقاتنا الفكرية والمالية والعقلية.
وأخيرا، حري بنا أن نقدم الشكر والتقدير لسمو الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة الذي كلف أمين جدة بوضع هذه الاستراتيجية وأشرف وتابع مراحل تصميمها.
والشكر موصول لمعالي أمين محافظة جدة، داعين المولى عز وجل أن يعينه على تنفيذها، متطلعين جميعا إلى موعد اللقاء بعد أربع سنوات بإذن الله تعالى.
وقفة:
رغم ضخامة الموقع الإلكتروني لأمانة محافظة جدة وقوته، إلا أنني لم أجد فيه الخطة الاستراتيجية لتطوير المحافظة!
|