هذا ما نريد من مدير المرور الجديد

 

جريدة عكاظ

الاثنين 9/5/1430هـ الموافق 4/مايو/2009 م العدد 2878

 

 

هذا ما نريد من مدير المرور الجديد

 

صدر مؤخرا قرار مدير الأمن العام القاضي بتعيين العميد سليمان بن عبدالرحمن العجلان مديراً عاما للمرور بالمملكة خلفاً للواء فهد البشر الذي أحيل للتقاعد بعد سنوات من العمل الجاد بذل خلالها جهوداً مشكورة.
والعميد العجلان كما جاء في سيرته الذاتية صاحب رصيد متميز من الخبرات العملية الميدانية الثرية ترافقت مع توليه مناصب قيادية في حقل المرور على مدى 30عاماً.. وهو الأمر الذي يعطينا الأمل نحو تطورات نوعية مأمولة في الأداء المروري.. سيما أن قطاع المرور يتعلق بحياة الناس اليومية من خلال استخدام المركبات التي لا غنى لإنسان اليوم عنها في عصرنا الحاضر..
وبمناسة تعيين العميد العجلان.. نلقي الضوء - في عجالة يقتضيها حيز المكان - على بعض الملاحظات التي تجسد تطلعات المواطنين وتعكس معاناتهم..
ومن ذلك الحاجة الماسة لتوعية المواطنين والمقيمين بمضامين النظام الجديد للمرور ولائحته التنفيذية.. من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.
وذلك يقود إلى ضرورة وجود علاقة تكاملية بين الإعلام ورجال المرور لتحقيق هذا الهدف والمساهمة في نشر مظلة الوعي المروري و معالجة المثالب والسلبيات وتعزيز الإيجابيات.
ومن الملاحظات التي تبلورت من خلال حلقة النقاش العلمية التي نظمها مركز البحوث بكلية الملك فهد الأمنية في 20/4/1430هـ ضرورة أن يوازي شدة العقوبات التي جاءت في النظام الجديد برامج أسرية ومدرسية وتوعوية شاملة للأطفال والمراهقين و الشباب.
ومن الملاحظات أيضا ضرورة توعية رجال المرور وتنمية حصيلتهم المعرفية بمضامين النظام الجديد.. وقبلا بأساليب التعامل ومهارات الاتصال.. سيما في ظل تزايد الشكوى من تجاوزات بعضهم خاصة في مدينة جدة.. حتى يكون رجل المرور ذا طابع إيجابي.. ويتم ذلك من خلال تنفيذ برامج تدريبية لتأهيل رجال المرور وتحسين اسلوب تعاملهم مع الجمهور وضرورة الاحترام الكامل لحقوقهم المشروعة بمن في ذلك المخالفون.. وهو ما يقود في نهاية المطاف إلى بناء العلاقة الإيجابية المنشودة بين رجال المرور وباقي أفراد المجتمع.
وهناك العديد من الأبحاث العلمية التي أجراها متخصصون كبار تؤكد أهمية توعية وتأهيل رجال المرور.. لعل منها البحث العلمي الذي أجراه العميد الدكتور صالح المالك والذي تبين من خلاله أن 6% فقط من الذين أجري عليهم البحث يرون أن العلاقة بين رجال المرور ومستخدمي الطرق ممتازة.. ونصت توصيات البحث على «الأهمية البالغة لبناء شخصية رجل المرور وأهمية تطبيقه للنظام دون تمييز وضرورة رفع قدراته عن طريق التدريب والتأهيل المستمر».
ولعل الجيد في النظام الجديد انه منع «الإيقاف» الفوري التعسفي الذي لم يكن يستند على نص نظامي أو حكم شرعي.. وبالتالي أثر سلبا على العلاقة بين المرور من جهة والكثير من شرائح المجتمع من جهة أخرى.
وهناك أمر آخر جدير بالتنويه وهو أن تطبيق النظام الجديد كشف عن مشكلة مضاعفة قيمة المخالفة ما لم تسدد خلال شهر واحد!!.
وهو أمر يستدعي إعادة نظر.. وذلك ممكن نظرا لأنه جاء في اللائحة التنفيذية للنظام وليس في متن النظام.. وفي كل الأحوال فإنه حتى النظام يظل قابلا للتعديل والتطوير والتحسين فهو ليس كتابا منزلا.
أما محاولة ربط بعض الإجراءات الحكومية بتسديد المخالفات المرورية فهو أمر أرجو أن لا يتحقق حرصا على بناء علاقة جيدة بين المرور والمجتمع.. ذلك أن فيه تعطيلا لمصالح الناس.
وأخيراً.. لا يسعنا إلا أن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق العميد سليمان العجلان في مهامه الجديدة. لنرى «شخصية» جديدة للمرور مبنية على علاقة مثمرة واحترام متبادل بين رجل المرور والمواطن.. تحقق هدف السير الآمن على الطريق بإذن الله تعالى.

 


آخر تحديث
5/6/2009 10:41:51 AM