جريدة عكاظ الاثنين 19/10/1434هـ الموافق 26 اغسطس 2013 م العدد 4453
عبدالإله ساعاتي
المدينة المنورة.. طيبة الطيبة شرف المكان وعبق الماضي الإسلامي المجيد.. مهد الدولة الإسلامية.. ومهوى أفئدة المسلمين.. وانطلاقة الحضارة الإسلامية..
مدينة النور والضياء.. سيدة الدنيا.. المدينة الطاهرة التي أقام فيها سيد الخلق وصحابته.. وفيها مثواه الشريف.. ومثوى صاحبيه وعدد كبير من صحابته صلى الله عليه وسلم.
على أرضها الطاهرة مشى سيدنا وحبيبنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وصحابته الكرام.. وعلى بطحائها أقام دولة الإسلام.. ومن رحابها انطلقت رسالة الإسلام لتنتشر في كل مكان على امتداد مساحة الأرض الشاسعة.
المدينة المنورة مهاجر الرسول صلوات الله وسلامه عليه ومهبط الوحي وفيها مسجده.. عاصمة الإسلام الأولى.. وبها معالمه التاريخية ومعانيه الإيمانية وأمجاده المضيئة.
فيها جبل أحد العملاق الذي قال عنه الرسول الكريم : «جبل نحبه ويحبنا».. وعلى هذه الأرض الطاهرة وقعت معركتا أحد والخندق.. بكل ما تحمل من تاريخ إسلامي عظيم.
تشعر فيها بروحانية عظيمة.. وصفاء عميق.. وتستقرئ داخلها تاريخ المسلمين وجهادهم ونضالهم في سبيل الله سبحانه وتعالى.
وفضائل الحبيبة المدينة المنورة كثيرة.. أحبها الرسول صلوات الله وسلامه عليه.. وقال عنها : «إنها طيبة تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الفضة».
وقال صلوات الله وسلامه عليه : «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى حجرها».
وقال عليه أفضل الصلوات والتسليم : «من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها» .
كما قال عليه الصلاة والسلام : «والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ...» .
كانت المدينة المنورة كما يقول السيد خلف عاشور آل سيبيه.. حاضرة شرعية وثقافية عظمى تخرج منها علماء كبار.
ولقد اختيرت المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلاميه للعام الحالي 1434هـ الموافق 2013م من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( الايسيسكو)..
وكنا نتوقع أن تشهد المدينة بهذه المناسبة زخما كبيرا من الفعاليات والأنشطة التي تليق بالمكانة الكبيرة للمدينة المستمدة من المكانة السامية لرسول الهدى والنور صلوات الله وسلامه عليه.
ولا غرو في ذلك فالمدينة المنورة هي عاصمة الثقافة الإسلامية الحقيقية.. وكان اختيارها رغم أنه تكريم للاختيار ذاته إلا أننا كنا نتطلع أن تنهض الجهات المعنية في المدينة بتنفيذ مناشط تستنطق الأحداث الإسلامية التاريخية.. وتستخلص الدروس والعبر من إرث عظيم.. وتجسد منطلقات الحضارة الإسلامية الخالدة.. وتستقرىء التاريخ الإسلامي العتيد وأي تاريخ أعظم من تاريخ الإسلام ورسوله في المدينة المنورة.
كنا نتطلع إلى استقراء تحليلي للسيرة النبوية العطرة بكل ما تحمل في تضاعيفها من معان سامية عميقة.. وأي سيرة أعظم من سيرة سيد البشر ورسول الهدى.. وكنا نأمل في تجسيد الدور التاريخي للمدينة بمكانتها الدينية والثقافية والحضارية وبما لها من فضائل وبكافة تفاصيلها وموروثها العريق.
كنا ولازلنا نتوق إلى فعاليات تتوافق مع استثنائية المدينة وإلى أنشطة ترقى إلى مكانتها باعتبارها رمز الوحدة الإسلامية.. التي انطلقت منها أعظم حضارة بشرية تحمل أعظم رسالة سماوية.. إنها منارة الإسلام الشامخة.. التي أشرق منها شعاع النور وانطلقت منها ثقافة البناء والعطاء.
ولكن للأسف ما قدم حتى الآن مجرد طرح كلاسيكي لم يتجاوز حزمة من المحاضرات.. والأنشطة النمطية ومعرض محدود عن الرسول الكريم.
ويذهب البعض إلى أن مركزية تنفيذ الفعاليات وربطها بدارة الملك عبدالعزيز ساهم في نمطية الفعاليات.. في وقت كان ينبغى أن تتولى إمارة المنطقة والأجهزة المعنية فيها بالإضافة إلى القطاع الخاص في منطقة المدينة المنور مهام تنظيم المناسبة بأنشطة وفعاليات تليق بمكانة رسول البشر وسيد الخلق وترقى إلى روحانية وقدسية المدينة المنورة ومكانتها الكبرى عند المسلمين..
*****
للشاعر عبد المحسن حليت مسلم :
أنا المدينة من في الكون يجهلني
ومن تراه درى عني وما شغلا
تتلمذ المجد طفلا عند مدرستي
حتى تخرج منها عالما رجلا
فتحت قلبي لخير الخلق قاطبة
فلم يفارقه يوما منذ أن دخلا
وصرت سيدة الدنيا به شرفا
واسمي لكل حدود الأرض قد وصلا.
|