اللهم أحم بلادنا وأهلها وولاة أمرها

جريدة عكاظ الاحد 5/9/1434هـ الموافق 14 يوليو 2013م العدد 4410

 

عبدالإله ساعاتي

ما أن تدير جهاز التلفزة لمتابعة ما يدور في العالم .. إلا وتصدمك الأخبار التي تتناقلها وكالات الأنباء عن أحداث جسام تجتاح عالمنا العربي .. أنباء عن ضحايا آلة القتل والتدمير التي تحصد أرواح المئات من أشقائنا في سورية يوميا .. إلى جانب آلاف الجرحى والمصابين .. وتحولت سورية التاريخ والحضارة إلى دمار وخراب بعد أن غدت ساحات للاقتتال الذي جاء على الأخضر واليابس ..

وتشرد الملايين من أهل سورية من شيوخ وأطفال ونساء ليصبحوا لاجئين يقيمون في الخيام في عراء الصحراء داخل سياج على الأطراف الحدودية للدول المجاورة !!

أما من بقي منهم داخل البلاد .. فهم تحت طائلة حصار خانق .. تمطرهم القاذفات الجوية والأرضية بوابل من حممها المدمرة .. يعيشون حياة مأساوية وواقعا كارثيا .. يعانون شحا حادا في المواد الغذائية وغيابا تاما لموجبات الأمن والاستقرار .. وكافة مقومات العيش الكريم .. أما جرحاهم فيموتون بسبب نقص الدواء .

حتى في هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك ــ وهو من الأشهر الحرم ــ لم تتوقف آلة القتل والتدمير عن ممارسة جرائمها البشعة على الإنسان والمكان في سورية الشقيقة .

استمر هذا الوضع المأساوي المريع على مدى سنتين ونيف .. ولا يزال مستمرا .. والشعب السوري الشقيق يطحن طحنا .

وفي لبنان الشقيق .. تفجيرات تضرب المدن .. تروع الآمنين وتتداعى لها تهديدات ونذر باشتعال فتيل الفتن في البلاد.

ولا يزال العراق الشقيق مرتعا خصبا للتفجيرات والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة التي تضرب هنا وهناك في أرجاء البلد العتيد .. تقتل من تقتل وتصيب من تصيب .. في مسلسل بات مألوفا لمشاهد دموية تزهق فيها الأرواح وتسفك الدماء البريئة.

ومصر ــ أرض الكنانة ــ أصابها ما أصابها من الغليان الشعبي .. فاهتز فيها الأمن وأزهقت فيها أرواح .. وامتلأت المستشفيات بالجرحى والمصابين .. ولا تزال حالة التوتر والفوضى فيها قائمة .. وأركان الأمن مهتزة .. والتنمية فيها متوقفة والشعور بالأمان غائب .

حتى ليبيا لا تزال الفوضى فيها سائدة، والسلاح فيها منتشر، والأمن فيها مزعزع .. وليس اليمن ببعيد عن هذا الوضع .

وتكشفت الحقائق .. فالربيع العربي ما لبث أن أصبح خريفا .. بعد أن استبيحت في دوله الدماء والأموال والأعراض .. وارتفعت الشعارات الزائفة .. التي ما لبثت هي الأخرى أن اختفت عقب التسابق الفاضح على السلطة والكراسي.

وبالطبع توقفت حركة التنمية والبناء في هذه الدول .. وربما تراجعت اقتصادياتها بشكل معياري سنوات إلى الوراء .. وحتى تستعيد توازنها تحتاج إلى سنوات أخرى .

أما في بلادنا الغالية وفيها أطهر بقاع الأرض الحرمان الشريفان .. فإن المولى سبحانه وتعالى أفاء عليها وعلى أهلها والمقيمين فيها بكريم نعمائه .. ومن أهمها نعمة الأمن والأمان .. التي لا تقدر بثمن .. وقيض لنا ولاة أمر يحرصون أشد الحرص على استقرار البلاد وأمنها .. ومنحهم نظرة صائبة تجنب البلاد وأهلها المشاكل والخلافات ..وترسخ أواصر العلاقة الراسخة بين القيادة والشعب .. لتبقى هذه البلاد المباركة آمنة مستقرة ــ بإذن الله سبحانه وتعالى ــ ولينعم أهل هذه البلاد الأوفياء الطيبين المباركين بنعيم الأمن والاستقرار والرخاء .

ومن نعم الله علينا أن بلادنا تعيش طفرة اقتصادية، وتشهد تنفيذ مشاريع تنموية ضخمة ومتعددة في سائر مناطقها ومختلف مدنها .. هذا في وقت تشهد فيه الدول الشقيقة من حولنا كوارث وفواجع إنسانية كبرى ..

نسأل الله لأهلنا في هذه الدول أن يرفع عنهم مصابهم، وأن يكتب لهم الأمن والاستقرار والرخاء.

وندعو الله سبحانه وتعالى أن يحمي بلادنا وأهلها وجميع ساكنيها وولاة أمرها من كل سوء .. إنه سميع مجيب .

وفي الختام .. أستعيد ما قالته مجلة ( تايم ) الأمريكية الشهيرة حين وصفت المملكة العربية السعودية بأنها : « البلد الهادئ وسط عالم مضطرب» ..

داعيا المولى عز وجل أن تبقى المملكة دوما ــ بمشيئته وقدرته ــ بلدا هادئا مطمئنا ببركة وجود الحرمين الشريفين .

 


آخر تحديث
7/14/2013 10:40:18 AM