جريدة عكاظ السبت20/8/1434هـ الموافق 29 يونيو 2013 م العدد 4359
عبدالإله ساعاتي
تحت هذا العنوان كتبت في عام 1410هـ مقالا طالبت فيه بضرورة تغيير أيام العطلة الأسبوعية من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت وذلك بهدف تعزيز التواصل مع العالم الخارجي .. ذلك أن عطلة الأسبوع في معظم دول العالم هي السبت والأحد .. وحيث إن العطلة عندنا هي الخميس والجمعة فإننا بذلك منقطعين عن العالم على مدى أربعة أيام كاملة من أيام الأسبوع السبعة .. وفي ذلك هدر لمعطيات التواصل مع العالم اقتصاديا وعلميا واجتماعيا.
نحن نعيش اليوم في عالم بات قرية كونية Global Village ومن مصلحة أمتنا تعزيز التواصل بهذا العالم النابض بالحركة المتجدد بالعطاء الإنساني .. فنحن لا نعيش بمعزل عن العالم بل نحن جزء لا يتجزأ منه .. نتفاعل معه ويتفاعل معنا ..نؤثر فيه ويؤثر فينا .. شئنا أم أبينا.. ومصالح الأمة تستوجب تعزيز التفاعل معه وتكثيف التواصل به .. ومن غير صالحنا عكس ذلك.
لا يوجد أي مبرر شرعي مقبول لرفض تغيير عطلة نهاية الأسبوع من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت .. ولكن البعض يلوي الحقائق لافتعال مبررات بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي العظيم .. وأسهل ما يركنون إليه (التشبه بالكفار) مبررا جاهزا يسوقونه في وجه أي تطوير .. في أي مجال!!
إن الأمر الملكي الكريم بين مسوغات التغيير بمصلحة الوطن وإنسانه، حيث نص على التالي: «بناء على ما تقتضيه المصلحة العامة وانطلاقا مما تفرضه المكانة الاقتصادية للمملكة والتزاماتها الدولية والإقليمية وتوجهها نحو الاستثمار الأمثل لتلك المكانة لما فيه مصلحتها وبما يعود بالخير على مواطنيها، ونظرا لما ظهر من الأهمية البالغة لتحقيق تجانس أكبر في أيام العمل الأسبوعية بين الأجهزة والمصالح الحكومية والهيئات والمؤسسات الوطنية وبين نظيراتها على المستوى الدولي والإقليمي، لما يترتب على ذلك من مصالح ظاهرة وما يحققه للمملكة من مكاسب مهمة وبخاصة في الجوانب الاقتصادية. وحرصا منا على وضع حد للآثار السلبية والفرص الاقتصادية المهدرة المرتبطة باستمرار التباين القائم في بعض أيام العمل..».
بل إننا في واقع الأمر انتظرنا هذا القرار التاريخي طويلا .. ذلك أن جميع دول العالم غيرت وعدلت في أيام العمل بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي.. وبقينا وحدنا نهدر مكاسب وطنية كبيرة وفرصا استثمارية واسعة كان من الممكن أن تسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتوسع دائرة الانفتاح نحو الاقتصاد العالمي.
ولا تقتصر إيجابيات هذا التغيير على الجانب الاقتصادي .. وإن كان هو الأكثر فائدة .. والعالم اليوم (اقتصاد)..
ولكن حتى على المستوى العلمي والتعليمي .. ذلك أن معظم جامعاتنا أصبحت ترتبط باتفاقيات تعاون مع جامعات عالمية، ومحدودية أيام التواصل مع هذه الجامعات ربما يكون له تأثير سلبي على معطيات التعاون.
كما أن هناك نحو (150) ألف مبتعث ومبتعثة يتلقون تعليمهم في الكثير من دول العالم .. وكثيرا ما يتأثرون سلبيا نتيجة عدم الانسجام بين أيام العمل في المملكة ودول العالم الأخرى.
|