جريدة عكاظ الاحد 14/8/1434هـ الموافق 23يونيو 2013م العدد 4389
عبدالإله ساعاتي
أنعم المولى سبحانه وتعالى على هذه البلاد المباركة بموقع جغرافي استراتيجي.. حيث تقع على امتداد البحر الأحمر غربا بواجهة بحرية تبلغ 2400 كلم.. وعلى الخليج العربي شرقا بواجهة بحرية تبلغ 1000 كلم.
وتوجد في البحر الأحمر والخليج العربي عدد كبير من الجزر.. يبلغ عددها 1330 جزيرة على البحر الأحمر و 150 جزيرة في الخليج العربي. ولكن المعروف منها غير المتأثر بعوامل المد والجزر 450 جزيرة وذلك حسب المعلومات الرسمية الصادرة من هيئة المساحة الجيولوجية.
وهناك معلومات عن هذه الجزر البحرية أعدتها مشكورة هيئة المساحة الجيولوجية تتضمن بيانا بها وبشعابها المرجانية وإحداثيات مواقعها ومساحاتها وبعدها عن الساحل والمناطق الإدارية التي تتبعها ونطاقاتها البحرية.
والجزر البحرية تعد من أبرز المعالم السياحية الجاذبة في العالم بطبيعة البحر الساحرة وتوسطها الجغرافي في أحضان البحر.
حيث تستثمر الكثير من دول العالم جزرها البحرية سياحيا وتستقطب السياح من داخل هذه الدول وخارجها.
ومن هذا المنطلق فإنني أدعو الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى استثمار الجزر البحرية كمعالم سياحية.
يدفعني إلى ذلك هذا الحراك المتميز الذي تقوم وتضطلع به الهيئة بقيادة سمو الأمير سلطان بن سلمان بفكره المستنير وجهوده الريادية ومنجزاته الملموسة.
لاسيما أن استثمار الجزر سياحيا في المملكة يتوافق مع سياسات الدولة الهادفة إلى تحفيز القطاع الخاص على الاستثمار ويتماشى ذلك مع أهداف خطة التنمية الوطنية الهادفة إلى تنويع القاعدة الاقتصادية في البلاد.. حيث ستفتح آفاقا استثمارية جديدة.. في ذات الوقت الذي توفر فيه متنفسا جديدا للمواطنين بلمسات الطبيعة الفاتنة.
كما أن استثمار الجزر سياحيا يأتي في إطار الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية التي أقرها مجلس الوزراء في عام 1425هـ والتي تغطي مدى زمنيا يمتد إلى أربعين عاما حتى العام 2020 م.
ويسهم تطوير الجزر البحرية بمقوماتها السياحية المعروفة في توفير قنوات جميلة للسياحة المحلية.. في ظل الاهتمام المتزايد من قبل المواطنين بالسياحة والنمو المتصاعد للقطاع السياحي في المملكة الذي يشهد ازدهارا غير مسبوق في الآونة الأخيرة.. حيث بات قطاع السياحة يشكل اليوم نحو 9 % من الناتج المحلي.. وارتفع معدل النمو السياحي بنسبة 30 % .. الأمر الذي يعكس ازدهار هذا القطاع وإقبال المواطنين على معطيات السياحة وحاجتهم لها.
ولا ريب أن وجود هذا الكم من الجزر البحرية سواء في الساحل الغربي أو الساحل الشرقي هكذا دونما استثمار يعد إهدارا لمقومات سياحية هامة ومجالات استثمارية خصبة.. من الممكن أن تشمل فرصا استثمارية لأنشطة واسعة ترفيهية وسياحية تشمل كافة النشاطات البحرية والاستمتاع بسحر البحر وجمال الشاطئ المائي وأعمال الصيد البحري والأندية الرياضية للألعاب البحرية وغيرها.
ذلك أن استثمار الجزر البحرية من شأنه أن يعزز جهود التنمية السياحية التي تصب في صالح الاقتصاد الوطني وتفتح مجالات جديدة واسعة لتوظيف المواطنين.
إنه سؤال عريض يفترش مساحة الفكر.. لدينا هذا الكم الكبير من الجزر البحرية.. لماذا لا نستثمرها ؟.. لا نريد استثمار جميع الجزر.. لنبدأ بجزيرة واحدة على البحر الأحمر الذي يتمتع بنظام بيئي متميز فيه تنوع بيولوجي فريد.. والجزر المائية الموجودة فيه القريبة من مدينة جدة جميلة جدا تمتلك المقومات السياحية المطلوبة والمأمولة بنطاقاتها المشرعة.
إن المأمول من الهيئة العامة للسياحة والآثار بدورها المتنامي وجهودها المتميزة
ــ وعلى رأسها رجل كبير بمنجزاته وفكره وعطاءاته ــ أن تعمل على وضع خطة استراتيجية متكاملة ومدروسة للاستثمار السياحي في الجزر البحرية.. وذلك بالتنسيق مع الأجهزة الحكومية المختلفة المعنية.. بما في ذلك الجهات الأمنية مثل حرس الحدود (خفر السواحل) المسؤول عن مراقبة حدود المياه الإقليمية للبلاد والرئاسة العامة لرعاية الشباب المسؤولة عن الترخيص للأندية البحرية ووزارة الزراعة المسؤولة عن تنظيم نشاط الصيد ووزارة النقل المسؤولة عن الترخيص للقوارب وغيرها.. هذا إلى جانب القطاع الخاص لفتح مجالات الاستثمار الجديدة أمامه..
على أن يتم ذلك في ظل معايير بيئية صارمة ومقاييس متطورة للأمن والسلامة إلى جانب حماية الثـروة السمكية والمناطق المحمية.
|