جريدة عكاظ الاحد 7/8/1434 الموافق 16يونيو 2013 م العدد 4382
عبدالإله ساعاتي
تسعدني تعليقات القـراء الكرام على مقالاتي سواء في موقع الجريدة أو على بريدي الإلكتروني الذي عمدت الجريدة إلى نشره مع الاسم في كل مقال. تعلمت من بعض هذه التعليقات واستفدت من بعضها الآخر الذي يمثل إضافات ثرية تضيء آفاقا مستنيرة للموضوع المطروح.. مع تجاوزي لبعض الطروحات التي تتخطى حدود أدب الحوار.
وفي العدد الصادر في يوم الأحد 23 رجب 1434هـ من هذه الجريدة نشر لي مقال بعنوان: «معاناة السعوديين في الحصول على تأشيرات» تحدثت فيه عن ما يلاقيه السعوديون في الحصول على تأشيرات دخول للدول الأوروبية من متاعب لاسيما هذا العام الذي أصبحت فيه هذه القنصليات تشترط على كل من يتقدم للحصول على تأشيرة رجلا كان أو امرأة أن يحضر شخصيا لأخذ بصماته. وأصبح المشهد اليومي تجمع واحتشاد مواطنين سعوديين يقفون بالساعات أمام القنصليات تحت لهيب الشمس الحارقة ...».
ولقد لفت نظري تعليق على المقال في موقع الجريدة الإلكتروني جاء فيه: «كما تدين تدان».
ورسالة أخرى من قارئ آخر في ذات السياق في نفس الموقع تقول: «يجب أن يعي السعوديون أن المعاملة بالمثل وأن يعرف السعودي كيف يعامل ويتعامل» .
هذا إلى جانب تعليقات أخرى على بريدي الإلكتروني تحمل نفس التوجه.. ولقد دفعني ذلك إلى البحث في مسألة معاناة إخوتنا الوافدين في سبيل تصحيح أوضاعهم حيث اطلعت على تقريـر صادر من الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة مشكورة جاء فيه: إن وفدا من الجمعية تفقد أوضاع تصحيح العمالة الوافدة في مركز البصمة بجدة وخرج بملاحظات عدة لعل من أبرزها: هناك انتظار لأوقات طويلة ابتداء من الساعات الباكرة صباحا وحتى أوقات متأخرة، الفوضى وغياب التنظيم، بطء سير الإجراءات وقلة أجهزة نظام البصمة حيث لا يوجد سوى (7) فقط لإنهاء معاملات 2500 مراجع يوميا، قلة مقاعد الانتظار ومحدودية المظللة منها، غياب اللوحات الإرشادية ولوحات التعليمات مما يشكل فوضى وتوهانا للمراجعين.
وما أود التأكيد عليه لأصحاب التعليقات المشار إليها أعلاه ولجميع القـراء هو أن المواطنين في عمومهم يعتبرون غير السعوديين المقيمين في بلادنا إخوة لنا ساهموا معنا على مدى سنوات طويلة في مسيرة البناء والتنمية التي شهدتها البلاد.. فهم شركاء لنا في التنمية..
وفي الوقت الذي يؤيد فيه المواطنون عملية تصحيح أوضاع العمالة غير النظامية فإنهم لا يرضون بتعرضهم لأي معاناة أو متاعب ويتعاطفون معهم في هذا الأمر.
إن الدولة تنطلق في قـرار التصحيح إلى إصلاح الأوضاع غير النظامية بما يكفل حقوق المواطن والمقيم معا ويحقق الأهداف التي تخدم أمنهما ومصالحهما إذ لا يمكن القبول بوضع غير نظامي في أي بلد كان.
ويؤكد قولي هذا مسارعة سمو وزير الداخلية بالتوجيه بإيقاف ومباشرة التحقيق مع رجل الجوازات الذي ظهر في لقطة الفيديو في تصرف فردي مؤسف مخالف لمبادئ وقواعد العمل الأمني.
ويؤكده قيام بعض المواطنين من أهل الخير والمتطوعين والجمعيات الخيرية بالشخوص إلى مواقع الزحام في مركز البصمة وإدارة الجوازات ومد يد العون لإخوتنا الوافدين وتقديم المياه والوجبات والعصيرات الباردة والمظلات الواقية..
ومن ذلك ما قامت به «المواطنة المنقبة» في مشهد غامر بالإنسانية يعكس حقيقة «الإنسان السعودي»..
هذه هي الأخلاق الإسلامية.. وهذه هي أخلاقيات الإنسان السعودي السوي.. بصرف النظر عن بعض التصرفات الفردية المشينة التي لا نقبلها مسؤولين ومواطنين.
ولكننا نطالب هنا بسرعة تحسين الأوضاع وإصلاح الملاحظات التي أشار إليها تقرير الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان.
|