جريدة عكاظ الاحد 23/7/1434 هـ الموافق 2يونيو 2013 م العدد 4368
عبدالإله ساعاتي
أنشئت وزارة الخارجية في عام 1349هـ الموافق 1929م، وتعتبر أقدم وأول وزارة في المملكة العربية السعودية، وتستهدف رسم السياسة الخارجية والتمثيل السياسي والأعمال القنصلية.. ويعد الملك فيصل بن عبد العزيز ــ يرحمه الله ــ أول وزير للخارجية، ثم تولاها الأستاذ إبراهيم السويل لعام واحد.. وكان السيد عمر السقاف ــ يرحمه الله ــ وزير دولة للشؤون السياسية على مدى سنوات طويلة، ثم تولاها سمو الأمير سعود الفيصل في عام 1395هـ وحتى الآن.. لتنطلق من أروقتها مضامين «الدبلوماسية الفعالة الهادئة» نموذجا عالميا ملفتا يستشرف أبعاد المستقبل برؤية متزنة عميقة ويعالج مصالح البلاد بحكمة بعيدا عن غوغائية الفعل السياسي.
ولقد ساهم عدد من الرواد في بلورة مقومات الاستراتيجية الدبلوماسية وأيضا القنصلية في وزارة الخارجية.. لعل منهم الأستاذ عبدالرحمن المنصوري والسيد محمود المرزوقي.. وغيرهم كثير..
ورغم أن وزارة الخارجية حققت على مدى تاريخها هذه النجاحات الباهرة على الصعيد الدبلوماسي والتعامل السياسي.. إلا أن الأداء القنصلي للوزارة عليه بعض الملاحظات .. وانعكست تداعيات ذلك على المواطنين في شكل معاناة في داخل الوطن وأيضا في خارجه.
فالمواطنون السعوديون يعانون معاناة كبيرة في الحصول على تأشيرات الدخول للدول الأوروبية.. ولا سيما هذا العام الذي أصبحت فيه القنصليات الأوروبية تشترط على كل من يتقدم للحصول على تأشيرة دخول رجلا كان أو امرأة أو طفلا أن يحضر شخصيا لأخذ بصماته، وبعضها لإجراء مقابلة شخصية إضافة إلى البصمات.. وكذلك لإنهاء باقي الإجراءات.
وأصبح المشهد اليومي في هذه الأيام تجمع واحتشاد مواطنين سعوديين ــ رجالا ونساء وأطفالا ــ يقفون بالساعات أمام القنصليات وتحت لهيب الشمس الحارقة لتقديم طلبات الحصول على التأشيرات.. ثم يتجمعون مرة أخرى في نفس الأوضاع لاستعادة الجوازات!!.
يحدث ذلك في ظل غياب التنظيم.. وقلة الاهتمام من قبل هذه القنصليات بصورة تجسد اللا مبالاة براحة السائح السعودي الذي يعد من أكثر السياح إنفاقا في هذه الدول وربما الأكثر عددا.
والسؤال هو: لماذا تتعامل هذه القنصليات مع السعوديين في أمر حصولهم على التأشيرات بصورة تختلف عن تعاملها مع باقي مواطني دول مجلس التعاون الخليجي..
على سبيل المثال، تم هذا العام إعفاء مواطن دولة الإمارات العربية الشقيقة من الحصول على تأشيرة الدخول إلى بريطانيا ويكتفى بحصوله على التأشيرة في مطار لندن..
وما زالت شكاوى المواطنين من أسلوب تعامل بعض موظفي بعض السفارات السعودية في الخارج مستمرة.. ولم نشهد إزاء ذلك تحركا فاعلا للقضاء عليها بدليل استمرارها.
وأخيرا، لا نملك إلا أن نقول إن على المسؤولين المعنيين واجب استقراء مضامين توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ــ يحفظهما الله ــ في هذا الصدد واستيعابها والعمل بها.. حيث أكدا مرارا على سفرائنا في دول العالم المختلفة بضرورة الاهتمام بالمواطن وتوفير كافة سبل الرعاية له خلال تواجده في الخارج.. وضرورة أن تكون السفارة بيتا له في الخارج.. تلبي له احتياجاته وتقف معه عند حاجته وتؤويه إذا افتقد المأوى.
وعلى وزارة الخارجية أن تعزز دورها في الجانب القنصلي مع تسليمنا بأهمية الجانب السياسي الدبلوماسي.. إلا أن الجانب القنصلي يحتاج إلى تطوير وتحسين وتفعيل بصورة ترفع المعاناة عن المواطنين وتعالج قضاياهم المتعلقة بالأداء القنصلي لوزارة الخارجية.
|