مشاريـع صحيّـة تاريخيّـة .. ولكن المعضلـة في التنفيـذ !

جريدة عكاظ الاحد 2/7/1434 هـ  الموافق 12 مايو 2013 م العدد 4347

عبدالإله ساعاتي

تشرفت باختياري عضوا في ( اللجنة الوطنية لتقويم وتطوير الخدمات الصحية في المملكة ) التي شكلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز .. والتي ضمت عشر شخصيات من ذوي الكفاءة والخبرة في المجال الصحي على مستوى المملكة .. وقدمت اللجنة توصيات هامة فيما لو نفذت لما وصل حال الخدمات الصحية إلى ما آلت إليه حاليا.

ومن خلال هذه اللجنة لمست الاهتمام الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ــ بصحة المواطن .. وحرصه على نهج الشمولية والتكامل .. وسعيه لترسيخ مبدأ التنمية الصحية المتوازنة التي تشمل مختلف مناطق المملكة.

أكد ــ حفظه الله ــ ذلك بمقولته المأثورة : «لا شيء يغلى على صحة المواطن».

ولقد ترجم خادم الحرمين الشريفين اهتمامه بصحة المواطن عمليا من خلال تفضله في شهر أكتوبر من العام الماضي برعاية حفل تدشين وضع حجر الأساس للعديد من المشاريع الصحية المهمة في عدد من مناطق المملكة بتكلفة إجمالية تجاوزت 12 مليار ريال.

وقبل أيام وبالتحديد في 23 ابريل 2013 م وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باعتماد مبلغ 15 مليار ريال لإنشاء (22 ) مشروعا صحيا منها عدد (19) مجمعا طبيا ومستشفى بالإضافة إلى عدد من المراكز الصحية المتخصصة.

هذه المشاريع التي اعتمدت العام الماضي والعام الحالي خارج ميزانية وزارة الصحة .. تعد الأكبر في تاريخ الوزارة التي تعتمد دفعة واحدة.

ولكن المعضلة الكبيرة تتمثل في تنفيذ هذه المشاريع وتحويلها من على الورق إلى الواقع الملموس لينعم بروافدها المواطن السعودي في مختلف مناطق المملكة.

فمشاريع وزارة الصحة هي الأكثر تعثرا بين مشاريع جميع الوزارات .. ولعل مستشفى شمال جدة خير مثال على ذلك !!.

وحتى تتجاوز وزارة الصحة معضلة التعثر وتحقق تطلعات خادم الحرمين وآمال المواطنين .. فإن عليها تبني استراتيجية جديدة مبنية على أسس علمية تستهدف تحويل الحلم الجميل إلى واقع معاش.

وذلك بحيث تتضمن هذه الاستراتيجية استثمار الاتفاقيات الاقتصادية والصحية والعلاقات المتينة التي تربط المملكة بالدول الصناعية المتقدمة لاستقطاب شركات عالمية متخصصة في تشييد المنشآت الصحية .. بدلا من التوجه إلى شركات محلية محدودة الخبرة تنتهي بتعثر المشاريع التي يتم ترسيتها عليها.

فالمستشفيات التي تضطلع بدور رئيسي في تقديم الخدمات الصحية في المملكة على مدى السنوات الماضية وحتى الآن هي مستشفيات شيدتها شركات عالمية وخير مثال على ذلك مستشفيات الملك فهد الخمسة التي نفذتها شركات ألمانية متخصصة بخبرة عالمية في إنشاء المستشفيات.

وعلى وزارة الصحة أن تسعى للوصول إلى تفاهمات مع وزارة المالية تنتهي بتبني أسلوب ( التأهيل ) لترسية مشاريعها على شركات عالمية متخصصة .. وذلك أسوة بما تفعله شركة أرامكو السعودية حاليا .. لتتحرر من قيود نظام المناقصات والمشتريات البالي العتيق.

يشفع للأخذ بهذا الأسلوب النقص الكبير الذي يعتري الخدمات الصحية في مقابل الاحتياجات الصحية المتنامية للمواطنين في البلاد.

وبالتأكيد يتوجب على وزارة الصحة أن تسابق الزمن لتواجه الطلب المتزايد على الخدمات الصحية والنقص الحاد في توفيرها للمرضى وتيسير أمور حصولهم عليها .. ولا سبيل أمامها سوى بتبني مثل هذه الاستراتيجية.

وعلى وزارة المالية من جانبها أن تدرك حجم المشكلة الصحية في البلاد .. وتتلمس الاحتياجات الصحية للمواطنين .. وتعمل مع وزارة الصحة لتفعيل جهود تنفيذ هذه المشاريع الصحية الكبيرة في إطار البعد الزمني الذي تفرض الحاجة الملحة أهميته.

تعقيـب مـن معالي النائـب

عقب نشر مقالي المعنون : «لماذا النفي يا معالي النائب» .. بخصوص الحملة التي شنت مؤخرا على المقيمين العاملين مع غير كفلائهم .. هاتفني معالي الدكتور مفرج الحقباني نائب وزير العمل موضحا نفيه المبني على مبالغات وشائعات تم تداولها إبان الحملة لا أساس لها على أرض الواقع.

وفي كل الأحوال وفي الوقت الذي أشكر فيه معالي النائب على تجاوبه .. فإن صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بمنح المقيمين مهلة الثلاثة أشهر لتصحيح أوضاعهم أغنى عن كل بيان.

 


آخر تحديث
5/12/2013 9:38:24 AM