مشروع النقل العام بجدة .. لا نريد إعادة اختراع العجلة !!

جريدة عكاظ الاحد 5/5/1434 هـ الموافق 17 مارس 2013 م العدد 4291

عبدالإله ساعاتي

حلم جميل .. دلف أرض الواقع في عروس المدائن بإقراره رسميا ورصد ما يلزم من مال لتنفيذه .. حيث أقر مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة في 11 مارس 2013م مشروع النقل العام بجدة بجميع مكوناته وفقا للدراسات الأولية للمشروع.

ويشمل المشروع شبكة قطارات وشبكة حافلات وخط النقل البحري وخط عربات الكورنيش ومحطة النقل العام وجسر أبحر المعلق.

وكلف المجلس أمانة محافظة جدة بتأسيس شركة خاصة بالنقل العام تملكها شركة جدة للتنمية والتطوير.

وشكل قرار مجلس الوزراء لجنة عليا للمشروع برئاسة أمير منطقة مكة المكرمة وعضوية وزير الشؤون البلدية والقروية ووزير المالية ووزير النقل.

ولاريب أن تشكيل هذه اللجنة .. يمثل دفعة قوية للمشروع تدعم خطوات تنفيذه بوجود الأمير خالد على رأسها ووجود وزير الشؤون البلدية والقروية التي تتبعها أمانة جدة ووزير المالية حيث التمويل المالي ووزير النقل الجهة المعنية بالنقل في البلاد.

ويشكل المشروع بمكوناته المشار إليها نقلة حضارية كبيرة لمدينة جدة .. حيث يمثل حلا عمليا للتصدي لمعضلة السير والمرور المعطلة لحركة التنمية في المدينة .. التي لا يمكن حلها بدون شبكة نقل عام شاملة.

ويأتي المشروع الحضاري الكبير منسجما مع منظومة المشاريع الضخمة الجاري تنفيذها في مدينة جدة والتي حولت المدينة إلى ورشة عمل من المنتظر أن تغير وجه مدينة جدة .. وتعيد رونقها وألقها السابقين .. وتنقلها إلى مصاف المدن العصرية الحديثة .. بعد ردح من الزمان توقفت فيه حركة البناء والنماء في هذه المدينة «الواجهة» في ظل النمو السكاني الهائل فيها .. الأمر الذي أوقعها في مشكلات تنموية أعاقت مسيرة التنمية فيها.

قرار مجلس الوزراء الذي اعتمد المشروع أشار إلى أن مدة تنفيذ كامل عناصره هي سبع سنوات .. وهذا ما نأمل أن تحرص عليه اللجنة العليا للمشروع .. ولقد أسعدتنا الخطوات المتسارعة التي اتخذت فور صدور قرار مجلس الوزراء .. حيث عين مديرا للشركة الجديدة وعقد اجتماعا للجنة العليا في اليوم التالي لصدور القرار .. وهو الأمر الذي يجسد العزيمة والإصرار في شأن تنفيذ المشروع الحضاري

الكبير.

وحري بي هنا أن أنوه بالدور الكبير الذي يضطلع به سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة في قيادة الحراك التنموي الكبير الذي تشهده مدينة جدة بخطوات ومشاريع تاريخية غير مسبوقة .. في حرص كبير من سموه على أن تكون جدة ــ كما وصفها ــ «المدينة الأسطورة» .. و

«التجربة الرائدة» .. ولتكون صهوة طموح .. وحلما يتأسس وإبداعا يتنفس.

وعندما قلت في مقال سابق بعنوان «استراتيجية الفكر .. وفكر الاستراتيجية» في بدايات تولي الأمير منطقة مكة المكرمة .. إن الأمير خالد الفيصل ليس من الذين يمرون على مكان ثم يتركونه دون أن يصنعوا إنجازات ويطبعوا بصمات .. راهنت على حقيقة أكدها الأمير بعد أن أحال مدن المنطقة إلى ورش عمل ضخمة في مسيرة تنموية كبيرة.

ولا بد لي هنا من التنويه بالدور الكبير لمعالي أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس في تصميم هذا المشروع الحضاري الكبير.

وما أود قوله في هذا الصدد هو أننا لا نحتاج إلى إعادة اختراع العجلة في تنفيذ مشروع النقل العام بجدة .. إذ علينا أن نستفيد من تجربة تنفيذ مشروع تصريف مياه الأمطار والسيول الذي نفذ في مدينة جدة في زمن قياسي ومن خلال شركات عالمية .. لم نسمع بوجودها عن ظاهرة التعثر والتباطؤ وضعف مستوى ومعايير التنفيذ.

نريد شركات عالمية لتنفيذ هذا المشروع .. لا نريد شركات سعودية لمجرد كونها سعودية .. نتطلع إلى مستويات عالمية ومعايير دولية في هذا المشروع التاريخي.

نريد الشركات التي نفذت مشاريع مماثلة في الكثير من المدن الأمريكية والأوروبية..

علينا أن نستفيد من تجارب الدول المتقدمة التي سبقتنا في تنفيذ مشاريع النقل العام المبهرة التي نشاهدها ونستخدمها حينما نزور هذه الدول.

سائلا المولى عز وجل أن يديم على هذه البلاد وأهلها كريم نعمائه .. إنه سميع مجيب.

 


آخر تحديث
3/17/2013 9:22:56 AM