أزمة الأسرَّة.. حلول مقترحة
|
جريدة عكاظ الاثنين 16/5/1430هـ الموافق 11 مايو 2009 م العدد 2885
أثار التصريح الصحفي الذي أكد فيه المشرف على إدارة الأسرة بوزارة الصحة على أنه سيتم توفير سرير لكل مريض يحتاج إليه في المستشفيات خلال فترة لا تتجاوز ستة أشهر مقبلة بدون عناء أو واسطة (عكاظ 8/4/1430هـ). علامات استفهام وتعجب. ذلك أن مشكلة كهذه لا يمكن أن تنتهي خلال هذه المدة الزمنية المحدودة.. فالنقص حاد.. وهناك أزمة فعلية ..
ولذلك فإن تصريح معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة المنشور في الصفحة الأولى من جريدة الجزيرة العدد الصادر في 24/4/1430هـ صحح ما صرح به المشرف على إدارة الأسرة في وزارته.. حيث قال الوزير ما نصه: «إن أزمة الأسرة ليست بالأمر السهل وستبقى لسنوات وإن كل سرير تتمكن الوزارة من تشغيله يعد مكسباً للوطن والمواطن.. مع حرص الوزارة على تطوير الخدمات الصحية كماً وكيفاً». تصريح الوزير «العقلاني» جاء نموذجاً لما يجب أن يصرح به المسؤول ليعكس مصداقية القول.. بدلاً من اللجوء إلى تصاريح إعلامية تحمل وعوداً هلامية.. ينتظر المواطن حلول مواعيدها ليكتشف وهميتها.. كما قال كاتبنا المميز الأستاذ خالد السليمان .
ولتبيان حجم أزمة أسرة المستشفيات نأخذ مدينة جدة على سبيل المثال.. فسكانها يعانون أزمة في أسرة المستشفيات.. ليس أسرة العناية المركزة فحسب بل حتى أسرة التنويم العادي ..
ففي جدة اليوم ثلاثة مستشفيات حكومية (عامة) وهي :
- مستشفى الملك فهد (640) سريراً .
- مستشفى الملك عبدالعزيز (440) سريراً .
- مستشفى الثغر (140) سريراً .
وعلى مدى ما يقارب الربع قرن الماضي من الزمن لم ينشأ في مدينة جدة مستشفى.. في وقت تزايد فيه عدد سكان المدينة بمتوالية هندسية ليبلغ نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة !!.
وإذا ما أخذنا مؤشر (السكان/الأسرة) المستهدف في خطة التنمية الثامنة الحالية (1425-1430هـ ) والبالغ (3,4) في المائة سرير لكل ألف نسمة.. فإن هذا المقياس يؤكد حجم أزمة أسرة المستشفيات في مدينة جدة .
والمعايير العلمية والواقعية تؤكد الحاجة الماسة لإنشاء المزيد من المستشفيات.. ذلك أن ثلاثة مستشفيات أحدها صغير ومحدود الإمكانيات.. لا يلبي بحال الاحتياجات الصحية للسكان. ورغم أن هناك مستشفيين تحت الإنشاء إلا أن البدء في تشغيلهما سوف يستغرق زمناً يتراوح ما بين ثلاث إلى خمس سنوات.. وفي ظل معدل النمو السكاني البالغ 3.7 في المائة سنوياً في المدينة فإن عدد السكان سيقارب الخمسة ملايين حينئذ.. وبالتالي فإن على الوزارة أن تواكب هذه الزيادة السكانية .
ومن واقع التأهيل العلمي ورصيد الخبرة العلمية يمكنني اقتراح الحلول التالية :
- ضرورة وضع استراتيجية متكاملة مبنية على أسس علمية للحد من تداعيات أزمة نقص الأسرة ..
وأقترح إعادة دراسة مشروع الاستراتيجية الصحية التي سبق الإعلان عنها.. لتضمينها مقتضيات الواقع الفعلي للقضايا الصحية.. ويمكن في سبيل تحقيق ذلك الاستنارة بمرئيات وزراء صحة سابقين وخبراء صحيين بارزين .
- إعطاء مدينة جدة أولوية في تنفيذ مشاريع إنشاء مستشفيات جديدة .
- تطبيق خطة علمية مدروسة لتسريع دوران السرير في المستشفيات دون الإخلال بمستوى جودة الخدمة .
- تطوير برامج الرعاية الصحية المنزلية .
- تنفيذ مشاريع توسعة في المستشفيات الحالية لزيادة أسرة العناية المركزة وأسرة التنويم .
- المعالجة الحازمة لأسباب تأخر إنهاء مشروع مستشفى شمال جدة الذي طال انتظاره .
- الإسراع في تنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين لإنشاء مراكز الرعاية الصحية الأولية النموذجية.. وتنفيذ خطة تكامل صحي للرعاية الأولية والرعاية الاستشفائية .
- تشجيع الاستثمار في القطاع الصحي الخاص لبناء مستشفيات أهلية تسهم في توفير المزيد من الأسرة لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة للسكان .
|