الحلم السعودي

جريدة عكاظ 17/2/1434 الموافق 30 ديسمبر 2012م العدد 4214  

عبدالإله ساعاتي

تذكرت الحلم الأمريكي الذي أطلقه الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي في ستينيات القرن الماضي والذي تضمن تأمين السكن ضمن متطلبات الحياة الأساسية للإنسان الأمريكي. تذكرته في خضم بحثي في قضية السكن للمواطن السعودي.
فإذا سألت أي شاب عن ما يتمنى امتلاكه لكانت إجابته على وجه العموم امتلاك سكن.
ومشكلة السكن تتفاقم لدينا في ظل النمو السكاني السريع الذي تشهده المملكة حيث تبلغ نسبة النمو السكاني وفق الإحصائيات الرسمية 2.5% وهو من أعلى المعدلات على مستوى العالم هذا إلى جانب التضخم المفرط الذي يشهده سوق العقار ولا سيما الارتفاع المعياري في أسعار الأراضي.
ويشير الدكتور سعيد الشيخ إلى أن سوق الإسكان في المملكة العربية السعودية يشهد خللا في موازين العرض والطلب حيث يزيد الطلب على العرض، فالعرض ينمو بوتيرة أبطأ من الطلب.
وجميع هذه المتغيرات تجعل من الصعوبة بمكان للمواطن العادي أن يمتلك سكنا ولهذا أشارت الإحصائيات إلى أن نحو 60% من السعوديين لا يمتلكون سكنا ويسكنون مساكن مستأجرة.
والمشكلة أن هناك بطئا شديدا في تبني الحلول الناجعة للقضية الهامة.
ولقد كان قرار مجلس الشورى برفض صرف بدل السكن للموظفين الحكوميين قرارا مفاجئا.
ولكن المبادرة الكبرى جاءت من خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله عندما صدر المرسوم الملكي القاضي بتخصيص 250 مليار ريال لبناء 500 ألف وحدة سكنية تحت إشراف وزارة الإسكان.
ولكن، ورغم مرور أكثر من عامين على صدور هذا المرسوم إلا أن التنفيذ ما يزال يتحرك ببطء شديد رغم الدعم من القيادة.
أما صندوق التنمية العقارية فإنه بوضعه الحالي لم يعد صالحا للزمن المعاصر فالصندوق لعب دورا هاما في التنمية العقارية قبل نحو أربعين أو ثلاثين عاما أما اليوم فلقد تجاوزه الزمن الحاضر وأصبحت هناك ضرورة ماسة لإعادة هيكلته وتطوير آلياته حتى يستطيع أن يساهم بفاعلية في معالجة مشكلة السكن في المملكة.
وفي واقع الأمر لسنا بحاجة إلى إعادة اختراع العجلة، فالتجارب ماثلة أمامنا في الدول المتقدمة وتتمثل في الرهن العقاري Mortgage ، وبسببه لا تعاني الدول المتقدمة من مشكلة إسكان، الأمر الذي يستدعي الإسراع في تفعيل نظام الرهن العقاري الذي تأخرنا كثيرا في تطبيقه.