فوز الشبكشي .. برسم الوطن

جريدة عكاظ 10/2/1434 الموافق 23ديسمبر  2012م العدد 4207  

عبدالإله ساعاتي

أنجبت هذه الأرض الطيبة على امتداد تاريخها العريق كفاءات بشرية ساهمت باقتدار في التطور الحضاري لهذه البلاد في مختلف مجالات العطاء والنماء.. بل ساهم البعض من أبناء هذه البلاد في التطور الحضاري العالمي، وسجلوا حضورهم المتفوق على الصعيد العالمي وفي مختلف المجالات.
ولقد أسعدنا، مؤخرا، نبأ فوز معالي الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي سفير المملكة في جمهورية ألمانيا الاتحادية بلقب أفضل سفير في المانيا للعام 2012م، وذلك من بين جميع سفراء دول العالم الموجودين في ألمانيا.. وهي الجائزة الأولى من نوعها التي يحصل عليها سفير عربي، وذلك بعد أن أصبحت كلمة سفارة المملكة ذات قيمة سياسية عالية ومحط تقدير واهتمام دبلوماسي واسع على المستوى الأوروبي والألماني.
والدكتور الشبكشي صاحب تاريخ طويل من العطاء في خدمة الوطن، بداية من توليه عمادة كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز، إلى وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، ثم توليه منصب مدير الجامعة.. عين بعدها وزيرا للصحة، حيث قضى فيها سنوات ساهم خلالها ــ بدوره ــ في تطوير الخدمات الصحية بالبلاد.. ثم عين مستشارا لخادم الحرمين الشريفين.. حتى عين سفيرا للمملكة في دولة ألمانيا الاتحادية قبل نحو ثماني سنوات استطاع خلالها أن يطور العلاقات بين البلدين في شتى المجالات السياسية والثقافية والطبية والتعليمية والاقتصادية. ولا بد لي أن أشير هنا إلى أن تكريم الدكتور الشبكشي هو تكريم للمملكة العربية السعودية، وفوزه بهذا اللقب هو فوز للدبلوماسية السعودية الرائدة.. وهذا ما أكده الدكتور الشبكشي في حديثه لهذه الصحيفة، حيث أكد أن خادم الحرمين الشريفين هو رائد الدبلوماسية الهادئة الحكيمة.
ونجاح الدكتور الشبكشي في عمله سفيرا في دولة هامة يؤكد ضرورة الاستعانة بالكفاءات البشرية المتفوقة التي تمتلك رصيدا ثريا من الخبرة والعطاء، والذين شغلوا مناصب وزارية ومناصب بالدرجة الممتازة ليمثلوا بلادنا كسفراء يستطيعون بهذه الإمكانيات تطوير علاقاتنا بدول العالم.. ولا سيما أن هناك عددا من الوزراء السابقين القادرين على الاضطلاع بهذه المهام بما اعتادوا عليه من تفوق..
كما أن نجاح الشبكشي في عمله بألمانيا، وهو الذي درس الطب في ألمانيا وعاش فيها ويجيد لغتها.. يؤكد أن من المهم أن يكون السفير ملما بلغة الشعب في البلد الذي يعمل فيه، وعلى معرفة بأساليب الحياة الاجتماعية والتخاطب مع المسؤول والرأي العام فيها.. فذلك يساهم في التقريب من وجهات النظر وإزالة العوائق في مسيرة العلاقات بين البلدين.

 


آخر تحديث
1/12/2013 9:26:24 AM