في ذكرى الوطن .. موقف ورؤية

جريدة عكاظ الاحد 7/11/1433هـ الموافق 23 سبتمبر 2012م العدد 4116

                                                                                                 عبدالإله ساعاتي

في ذكرى الوطن .. نستقرئ التاريخ ونغوص في أعماق الماضي البعيد.. نستعيد يوما ولدت فيه أمة.. وصنع فيه تاريخ.. وانبثق نور.
الأول من الميزان من عام 1351هـ يوم محفور في ذاكرة الوطن.. مدون بمداد من نور في صفحات التاريخ.. حين أصدر المغفور له، بإذن الله تعالى، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود أمرا ملكيا يقضي بتحويل اسم هذه البلاد من «مملكة الحجاز وسلطنة نجد وملحقاتها» إلى مسمى «المملكة العربية السعودية».. بعد أن رفع عدد من وجهاء منطقة الحجاز إلى جلالته اقتراحا بذلك.
ومنذ ذلك التاريخ انطلقت مسيرة خالدة نحو تشييد كيان حضاري راسخ.. حتى أصبحت المملكة العربية السعودية في عالم اليوم اسما كبيرا ودولة مهمة في المشهد الدولي.. تحظى بمكانة دولية وإقليمية مرموقة مقترنة باحترام خلقته المواقف الصادقة.. وأصبح للمملكة دورها المؤثر عالميا في مقتضيات الاستقرار العالمي.
واليوم.. تحتفل الأرض ويحتفي الإنسان على امتداد هذا الوطن الكبير بهذه الذكرى العزيزة بعد مرور 82 عاما حافلة بالإنجاز والعطاء، وعندما نحتفل بهذه المناسبة الخالدة فإننا نربط ماضينا بحاضرنا ونطلع أجيالنا الحاضرة على المكانة التاريخية والرصيد الحضاري الذي تحقق لهذه البلاد.
ونتوجه إلى المولى عز وجل بالحمد والامتنان في كل حين على ما أنعم به علينا من أمن وأمان ونمو وازدهار..
فلقد كانت هذه البلاد قبل توحيدها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.. مرتعا للحروب والتناحر.. كان الأمن فيها مضطربا.. وهو أغلى ما تملك أي أمة.. ولم يكن لأمة أن تنهض في غياب دواعي الأمن والاستقرار.. وهذا ما تحقق لهذه الأمة بفضل الله سبحانه وتعالى منذ تولي الملك عبدالعزيز سدة الحكم في البلاد موحدا أجزاءها ولاما شتاتها.
ولعل واقع حال مدينة جدة قبيل توحيد المملكة خير مثال على ذلك.. فلقد كانت مدينة جدة محاطة بأسوار بها بوابات كبيرة تغلق يوميا عندما يخيم الظلام خوفا من اعتداءات المعتدين.
فلقد أعاد الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، الأمن والاستقرار لهذه البلاد بإرادة الله سبحانه وتعالى.. فاطمأن الأهالي على حياتهم وأموالهم وبيوتهم وأعراضهم.. بعد ردح من الزمان افتقدوا فيه هذه النعمة العظيمة.
ويجدر بنا في ذكرى هذه الانطلاقة التاريخية المجيدة أن نعقد مقارنة بسيطة بين ما كنا عليه في الماضي القريب والبعيد.. وما أصبحنا عليه اليوم بفضل من الله سبحانه وتعالى.. ليتبين لنا الفارق الكبير.. والتطور المشهود الذي شمل مختلف جوانب حياتنا وشؤون بلادنا.
ويزداد الفارق وضوحا عندما نقارن بين وضعنا اليوم وواقع الحال في الدول الأخرى من حولنا.
ولعل هذه الذكرى العزيزة، ذكرى اليوم الوطني المجيد، أن تكون حافزا لنا جميعا كل في موقعه وفي مجال عمله للمزيد من البذل والعطاء في سبيل الوطن وإنسانه.. وتكريس الجهود لوحدة كيانه.
وحري بنا في كل حين أن نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى داعين أن يديم علينا كريم نعمائه ويحفظ بلادنا وأمنها واستقرارها.. ويوفق قادتنا لما فيه خير البلاد والعباد.. إنه سميع مجيب.

 


آخر تحديث
9/26/2012 10:02:27 AM