أوقفوا تفتيش النساء!!

جريدة عكاظ الثلاثاء 12/9/1433هـ الموافق 31 يوليو 2012م العدد 4062

                                                                                                                        عبدالإله ساعاتي

شرف الله سبحانه وتعالى هذه البلاد أن جعل فيها الحرمين الشريفين وشرف هذه الأمة بخدمة الحرمين الشريفين، وتعتز الدولة قيادة وشعبا بهذا الشرف العظيم، حيث تجند الطاقات وتكرس الإمكانيات لتيسير أداء الحجاج والمعتمرين والزوار لمناسكهم وتوفير أفضل الخدمات لهم، وليس أدل على هذا الاعتزاز الكبير من أن لقب ملك البلاد هو (خادم الحرمين الشريفين).
وتعكس المشاريع الضخمة لتوسعة وتطوير الحرمين الشريفين التي ينفق عليها بسخاء، هذا الاهتمام الذي يوليه ولاة الأمر للحرمين الشريفين، وآخرها أمر خادم الحرمين الشريفين الذي صدر مؤخرا بتنفيذ توسعة جديدة للحرم النبوي الشريف، وهي التوسعة التي ستضيف مساحة مليون ومائة ألف متر مربع لتكون أكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي الشريف بمشيئة الله تعالى.
ولكن ومع هذا الاهتمام الكبير، إلا أن هناك إجراءات تتخذ من قبل التنفيذيين لا تواكبه، وتتسبب في إزعاج وتذمر المعتمرين والزوار.
ومن ذلك موضوع تفتيش النساء عند بوابات الدخول إلى المسجد النبوي، حيث تقوم حارسات عند بوابات المسجد النبوي بتفتيش حقيبة كل امرأة تدخل المسجد.
وحيث إن هناك عشرات الآلاف من النساء يتوافدن على الحرم النبوي على مدار الساعة، فإن هذا الإجراء يتسبب في حدوث زحام شديد عند بوابات القسم النسائي، ويسبب المعاناة والإرهاق والتعطيل للنساء دون مبرر.
وهذا ما أشارت له هذه الجريدة في عددها الصادر يوم الأربعاء السادس من شهر رمضان الجاري، حيث عبر عدد من الزائرات عن تذمرهن وانزعاجهن من هذا الإجراء والأسلوب الذي يتم به، وزائرات المسجد النبوي يأتين من شتى أنحاء العالم.
أحد المعنيين أفاد بأن سبب التفتيش هو منع إدخال الجوالات!! وهذا مبرر لم يعد مقبولا ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين.. لم يعد مقبولا أن يكون سببا لتعطيل الناس والتسبب في الزحام وإرهاق زوار المسجد النبوي الشريف من النساء. ثم لماذا يسمح للرجال بإدخال الجوالات ولا يسمح للنساء بذلك.
الغريب في الأمر، أن هذا الإجراء غير مطبق في الحرم المكي الشريف، حيث لا تفتيش للنساء ولا منع للجوالات، بل إن إدخال الجوالات مسموح والتصوير الفوتوغرافي أيضا مسموح، وهذا السماح يسر على المعتمرين وأدخل البهجة في نفوسهم، وهذا ما نريده أيضا في الحرم النبوي الشريف.
إضافة الى ذلك، فان النساء يشكين من غياب التنظيم للحركة في الأقسام النسائية بالحرم النبوي وفي ساحاته هذه الأيام، الأمر الذي يؤدي الى حدوث زحام شديد وتدافع بين النساء قد يتسبب في حدوث ما لايحمد عقباه ــ وهذا ما أشار اليه التحقيق الذي نشرته «عكـاظ» يوم الأربعاء الماضي بعنوان (بوابات الحرم المدني تعاني نقص الكوادر النسائية).
وبهذا نتطلع من معالي الشيخ عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين، أن يوجه بإلغاء تفتيش النساء عند بوابات الحرم النبوي والسماح لهن بإدخال الجوالات، وذلك أسوة بما هو معمول به في الحرم المكي الشريف، كما نأمل من فضيلته بحكم مسؤوليته الجديدة أن يقف بنفسه على واقع الحال في المسجد النبوي الشريف.
وأخيرا لا نملك في مناسبة هذه الأيام المباركة إلا أن ندعو للمعتمرين والزوار في الحرمين الشريفين بأن ييسر الله لهم مناسكهم ويقبل طاعتهم.

 


آخر تحديث
8/26/2012 11:07:37 AM