فرحة الأمير .. لماذا؟!
|
جريدة عكاظ الثلاثاء 5/9/1433هـ الموافق 24 يوليو 2012م العدد 4055
عبدالإله ساعاتي
لا بد لنا أن نقول كلمة حق صادقة بأن مدينة جدة التي غابت عنها المشاريع قرابة ربع قرن من عمر الزمن، أصبحت اليوم (ورشة عمل) حافلة بالعديد من المشاريع التنموية في مختلف جوانب الخدمات العامة، التي ستغير ملامح مدينة جدة في المستقبل القريب وتحقق تطلعات سكانها وآمالهم، وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى أولا وأخيرا ثم بفضل اهتمام خادم الحرمين الشريفين في ظلال عهده الزاهر، والعمل الدؤوب فكرا وجهدا من قبل سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل. ولقد شدتني في هذا الصدد صورة الأمير خالد الفيصل وهو واقف داخل أنبوب ضخم فاردا ذراعيه مبتسما فرحا بما تم إنجازه من مشاريع لمعالجة مياه الأمطار وتصريف مياه السيول في جدة، وذلك خلال وقوفه ميدانيا على مواقع المشروع. وتداعت في ذهني وأنا أتأمل الصورة، نظرية (التحدي والاستجابة) للمفكر العالمي الكبير (أرنولد توينبي) الذي خلص في نظريته إلى أن التحدي يصنع المنجزات ويخلق الإبداع. فعندما وقعت كارثة السيول في جدة كان الموقف صعبا بالنسبة للمسؤولين في المنطقة وفي مقدمتهم سمو أمير المنطقة، ولكنه تعامل مع الموقف الصعب برصيد خبرة السنين المديدة وظل متماسكا مواصلا العمل ليل نهار في سباق مع الزمن بدعم من ملك القلوب -حفظه الله- حتى نفذت فعليا على أرض الواقع المشاريع العاجلة لتصريف مياه السيول في زمن قياسي، وواصل العمل حتى تمت ترسية المشاريع الكبرى لتصريف السيول في شهر جمادى الأولى الماضي، والعمل يسير فيها حاليا على قدم وساق من قبل شركات عالمية. لذلك تفاعل الأمير فرحا بمنجز كبير، كان حلما وأصبح حقيقة ماثلة متجاوزا عامل الزمن ومحددات البيروقراطية العقيمة. سعادة الأمير تأتت من تنفيذ مشروع بهذه الضخامة بمقومات الدقة والتنظيم والكفاءة والالتزام زمنا وعملا. ومصدر سرور الأمير أيضا مشاركة (84) شابا و(11) فتاة مواطنين في تنفيذ المشروع.. لم تكن مشاركتهم هامشية بل كانت نموذجا مضيئا لشباب الوطن عملا والتزاما وإبداعا، لذلك عبر لهم الأمير عن فخره بهم مؤكدا بأنهم كانوا على مستوى الثقة والأمل. ولم يجانب الأمير الحقيقة حين قال بأن هذا المشروع في تصميمه وآليات تنفيذه ودقة العمل والمتابعة فيه، ينبغي أن يكون نموذجا يحتذى على مستوى مناطق المملكة، وتدرّس التجربة في علم إدارة المشاريع بالمملكة. فهو بالفعل نموذج مضيء في تخطيطه وترسيته وتقنياته وتنظيمه وسير تنفيذه ومتابعته وزمنه، والدقة في العمل ومشاركة شباب الوطن، فالعمل فيه يسير على مدار الساعة وتنفيذه يحسب بالساعات، حيث أعلن خلال زيارة الأمير أنه تم إنجاز 3.3 مليون ساعة عمل.. وقياسا بضخامة المشروع وتنوعه وامتداده بين شرق المدينة وغربها وشمالها وجنوبها. الأمير خالد رفع التهنئة لمن يستحقها؛ خادم الحرمين الشريفين الذي أولى المشروع عناية خاصة وشكل لها لجنة عليا ومنحها صلاحيات استثنائية. وأخيرا أقول .. عندما يطير المسؤول فرحا بإنجاز تحقق لخدمة الوطن والمواطن وفق أعلى المقاييس العالمية، خدمة للناس وضمانا لأمنهم ورفعا لمعاناتهم، فإن ذلك يمثل عمق الإحساس بالمسؤولية ويجسد مدى تفانيه في خدمتهم وحرصه على تحويل آمالهم إلى واقع معاش وملموس.
|
آخر تحديث
8/26/2012 11:00:33 AM
|
|
|