هذا ما قالته «بريطانيّـة» عن الفقيد الكبير
|
جريدة عكاظ 4/8/1433هـ الموافق 24يونيو 2012 م العدد 4025
هذا ما قالته «بريطانيّـة» عن الفقيد الكبير
عبدالإله ساعاتي
غيب الموت ركنا كبيرا من أركان الدولة ورمزا من أكبر رموزها.. سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ــ رجل الدولة الكبير ــ بعد سنوات حافلة من العطاء المتواصل.. نذر خلالها نفسه وكرس جهده ووقته لخدمة وطنه وأمته.
ويشكل فقدان الأمير الجليل خسارة كبيرة للأمة.. فلقد عني على مدى 40 عاما بأهم متطلبات الحياة ألا وهو «الأمن».. وتمكن من وضع وتنفيذ استراتيجية أمنية جعلت المملكة العربية السعودية توصف بأنها: «البلد الهادئ وسط عالم مضطرب» .. كما قال «جاك أندرسون» في النيويورك تايمز.
ولعل من نافلة القول.. أن التنمية الشاملة والاستقرار الاجتماعي والنمو الاقتصادي لا يمكن أن يتحقق دون أن يكون هناك أمن مكين.. والأمن نعمة كبيرة أنعم بها المولى عز وجل على هذا البلد العزيز.
على مدى 40 عاما ظل الأمير نايف يعمل على ترسيخ دعائم الأمن في البلاد وشيد منظومة أمنية متكاملة لينعم سكان المملكة وزائروها وحجاج بيت الله الحرام بروافد الأمن والاستقرار يمارسون حياتهم ويساهمون في حركة البناء والنماء ويؤدون مناسكهم بيسر وأمن وسهولة.
ولذلك لم تجانب صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية الحقيقة حينما قالت: «إن الأمير نايف هو من أكثر الشخصيات حرصا على مصالح السعودية مقتنعا بأن الأمن والاستقرار أمور حتمية للمملكة وضمان الرخاء للمواطن السعودي».
ولقد استطاع الأمير نايف رحمه الله سحق تنظيم القاعدة في البلاد.. وتجفيف منابع الإرهاب وتأسيس منهجية جديدة تشمل ما يعرف بنظام المناصحة الذي يستهدف جذب الشباب الذين ضللهم تنظيم القاعدة وتنويرهم بآليات تربوية ونفسية.. حتى أصبحت تجربة المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب نموذجا يحتذى على مستوى العالم.
ولذلك وصفت شبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية الأمريكية الأمير نايف بأنه «صاحب القبضة القوية التي تمكنت من القضاء على تنظيم القاعدة وبنيته التحتية».
ولم يقتصر الدور الأمني للأمير نايف رحمه الله على المملكة بل يعد رائد الأمن العربي حيث أسهم في دعم مقتضيات الأمن في الدول العربية.. ولذلك فلقد أجمع وزراء داخلية الدول العربية على تنصيبه رئيسا فخريا دائما لمجلس وزراء الداخلية العرب.. وفي ذات الوقت أسس الفقيد (جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية) التي تضطلع بدور مهم في تأهيل الكفاءات البشرية الأمنية وإجراء البحوث العلمية الأمنية لرفد دعائم الأمن في الدول العربية.
وأخيرا.. فلقد أصابت الباحثة البريطانية المعروفة «جين كنينموت» الحقيقة حينما قالت إنه «بوفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز.. سقط أحد أعمدة استقرار الشرق الأوسط.. وأنه رجل الأمن القوي الحريص على مصالح المملكة».. فالأمير نايف ــ بلا شك ــ هو أحد أعمدة الاستقرار ليس فقط على مستوى المملكة بل على مستوى الشرق الأوسط.. ولعل ما يخفف من حجم المصاب.. القرار السديد الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين باختيار الأمير سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد، وتعيين الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيرا للداخلية برصيده الزاخر في المجال الأمني ومصاحبته الطويلة للراحل الكبير في وزارة الداخلية ..
ولا يسعني ختاما إلا أن أدعو المولى عز وجل أن يدخل الفقيد في واسع رحمته وغفرانه إزاء ما قدم لأمته.. وأن يديم على هذا البلد المعطاء وأهله الطيبين نعمة الأمن والأمان، إنه سميع مجيب.
|