مستشفى شمال جدة .. يا معالي الوزير!

جريدة عكاظ الثلاثاء 6/4/1433 هـ الموافق 28/2/2012م العدد 3908

مستشفى شمال جدة .. يا معالي الوزير!

عبدالإله ساعاتي

أدى توقف إنشاء مستشفيات حكومية في مدينة جدة على مدى الربع قرن الماضي .. مع الارتفاع القياسي في معدل النمو السكاني البالغ نحو 5 %.. إلى حدوث أزمة حادة في عدد أسرة المستشفيات المتاحة لسكان مدينة جدة حاليا..
وفي الوقت الذي يتوجب فيه الإسراع في تنفيذ مشروع المستشفى الجديد في شمال جدة لمواجهة هذه الأزمة وتلبية الاحتياجات الصحية المتنامية للسكان .. نجد تعثرا قاتلا يحول دون الانتهاء من تشييد المستشفى .. رغم مرور تسعة أعوام .. تكفي لإنجاز عدة مستشفيات وليس مستشفى واحدا فقط!!.
فلقد وقع عقد إنشاء مستشفى شمال جدة في شهر ربيع الأول من عام 1424هـ .. ومدة تنفيذ المستشفى المنصوص عليها في العقد هي (3) سنوات.
وعندما انقضت الثلاث سنوات قيل إن عدم إنجاز المشروع يأتي نتيجة لزيادة سعة المستشفى من (300) سرير إلى (500) سرير.
ولكن السنة الرابعة ثم الخامسة فالسادسة انقضت وهي تمثل ضعف مدة عقد إنشاء المستشفى .. والتوسعة لا ينبغي أن تستغرق كل هذه السنوات .. إلا أن السنوات توالت حتى مضت تسع سنوات كاملات دون أن ينجز المستشفى.. بل صرحت الوزارة بأنه سوف ينتهي بعد سنتين.. وذلك بعد وعود متتالية للإنجاز لم تتحقق .. وبذلك فإن إنشاء هذا المستشفى يستغرق (11) عاما .. وهذا وقت قياسي يمكن أن يضاف إلى سجل جينيس للأرقام القياسية .. فالسنتان تعدان كثيرة ..
ولقد كنت أتمنى أن تكرس الوزارة اهتمامها لإنجاز مشروع المستشفى وافتتاحه بأسرع وقت ممكن لمواكبة الطلب المطرد ومواجهة النقص المتزايد في عدد الأسرة المتاحة للمرضى .. فلقد أصبح المرضى في المستشفيات الحكومية يمكثون في أقسام الطوارئ بالأيام انتظارا لسرير يشغر في أقسام التنويم وفي غرف العناية المركزة .. وهو ما يشكل وضعا صحيا خطيرا.
إن مشكلة مستشفى شمال جدة هي مشكلة إدارية، حيث لم تتم إدارة المشروع بالشكل المطلوب.
والحل الآني لهذا الأمر يتطلب تشكيل فريق عمل يقوم بما يعرف بإدارة المشروع
Project Managing مهمته معالجة المعوقات والعقبات التي تواجه إنجاز المستشفى بصورة عاجلة حتى لو تطلب الأمر سحب المشروع من المقاول .. والإنفاق بسخاء لإنجاز المشروع، فالمال لا يغلى على صحة المواطن، والمهم أن ينتهي المشروع في أقرب وقت ممكن.. كما أن على فريق العمل إعداد كافة التجهيزات الطبية المطلوبة مبكرا.. ذلك أن تحديد وتأمين هذه التجهيزات يستغرق وقتا يجب أن يكسب من الآن .. بحيث تكون جاهزة فور الانتهاء من المباني.
وحري بنا القول إننا نعيش حاليا طفرة اقتصادية ولله الحمد .. في عهد خادم الحرمين الشريفين الزاهر .. وما لم تستثمر هذه المعطيات لتحقيق المأمول .. فإن ما هو متوفر حاليا قد يصعب توفيره لاحقا. ومن غير المعقول ولا المقبول أن يستغرق بناء مستشفى أحد عشر عاما!.
أما الحل المستقبلي .. فهو التعاقد مع شركات دولية ذات خبرة في تشييد المستشفيات.. فهذه تكفل الجودة وتحقق هدف الإنجاز في الزمن القياسي المحدد .. أتركونا من شركات الداخل التي تتعثر معها مشاريع التنمية .. وتتعطل معها مصالح العباد.

 


آخر تحديث
3/5/2012 11:34:02 AM