نريد حلا .. من الهيئة!!

جريدة عكاظ الاثنين 1/2/1433هـ الموافق 26 ديسمبر 2011م العدد 3744

                                                                                                                                                                                                      عبدالإله ساعاتي

على مدى أسبوع كامل حاول صديق موجود في الرياض أن يجد مقعدا له في أي رحلة للخطوط إلى جدة .. على أي درجة .. وفي أي وقت خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين .. دون جدوى!! استعان بكل من يعرف ليلحق بموعد عمل هام في جدة .. ولكنه لم يفلح وعلق في الرياض .. وألغي الموعد وعليه تحمل تداعيات ذلك الإلغاء. ومثل صديقنا هناك المئات بل ربما الآلاف من الذين يعانون أشد المعاناة بسبب أزمة حجوزات الخطوط السعودية .. حيث تتعطل نتيجة لهذه الأزمة مصالح الناس وأعمالهم ويتعثر تواصلهم الإجتماعي.. وإذا كان سمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة سبق أن صرح بأن النقل الجوي يعد من أبرز معوقات السياحة الداخلية .. فإنه يمكنني القول إن الوضع الحالي للنقل الجوي يعد من معوقات التنمية الوطنية .. وإذا كان من أهداف الدولة تعميق التواصل بين مناطق المملكة فإن وضع النقل الجوي حاليا لا يساعد على تحقيق ذلك .. وهو بدلا من أن يكون معززا للنهضة الحضارية في بلادنا أصبح من معوقات التنمية الوطنية. وبعيدا عن هذه المعطيات ذات المضامين الوطنية .. فإن الوضع الحالي للنقل الجوي يعكس غيابا للرؤية الاستراتيجية ذات الأبعاد الاقتصادية.. فالمعادلة الاقتصادية البدهية تقول إن زيادة الطلب تقتضي تلبيتها بزيادة العرض حتى تتحقق الربحية المأمولة .. وشركات الطيران الناجحة في العالم تفرح بزيادة الطلب وتعتبره فرصا استثمارية ذهبية تسارع لاقتناصها .. إلا خطوطنا العزيزة التي تستمرئ إضاعة فرصة استثمارية ثمينة وتوغل في التسبب بالمعاناة للراغبين والمحتاجين للسفر. والحقيقة هي أن هناك إشكالية كبرى تعاني منها الخطوط السعودية .. فالأمر لا يقتصر على الرحلات الداخلية التي قيل بأن تكلفة تشغيلها عالية .. بل إن هذا الوضع يشمل الرحلات الدولية .. أطول رحلات الخطوط السعودية إلى واشنطن ونيويورك .. يعاني الناس الأمرين للحصول على حجز عليها .. وكأنهم سوف يذهبون مجانا على حساب السعودية!! . ولعل المؤسف أن هذا الوضع المتردي لواقع النقل الجوي لدينا مضت عليه سنوات دون أن تحرك السعودية ساكنا لإصلاحه.. وظلت تصريحات المسؤولين في الخطوط السعودية مجرد فرقعات إعلامية.. فالناس على أرض الواقع لم يلمسوا تحسنا.. ولهذا فإن الآمال أصبحت معقودة ــ بعد الله سبحانه وتعالى ــ على الهيئة العامة للطيران المدني .. بعد أن انفصلت عن وزارة الدفاع وأصبحت هيئة مستقلة رئيسها بمرتبة وزير .. وبعد الصلاحيات الكبيرة التي حظيت بها بموجب أمر سام كريم في شهر ذي الحجة الماضي .. ورئيسها أصبح هو رئيس مجلس إدارة الخطوط السعودية.. تطلعاتنا أصبحت متجهة صوب الهيئة العامة للطيران المدني فهي المسؤولة عن النقل الجوي .. وضرورة إصلاحه ورفع الضرر والمعاناة عن المواطنين والمقيمين .. وتعزيز دوره في المسيرة التنموية الوطنية .. من خلال فكر إداري استراتيجي جديد .. وإدارة خلاقة قادرة على التفاعل مع الاحتياجات ومواكبة المستجدات محليا ودوليا. كما أننا نتساءل عن الدور الغائب لمجلس إدارة الخطوط السعودية.. حيث لم نلمس له حضورا وفاعلية .. في مشهد النقل الجوي الوطني وفي تطوير وضع الخطوط السعودية المتراجع.. وكلنا أمل بأن تسعى الهيئة لفتح المجال لخطوط طيران عالمية للمشاركة في تقديم خدمات النقل الجوي داخليا وخارجيا .. فالاحتكار يتنافى مع المقتضيات الشرعية .. والاحتياجات التنموية .. وحل معضلة السفر يقتضي بالتأكيد توافر مزايا تنافسية.

 


آخر تحديث
12/27/2011 4:39:05 PM