في ذكرى تأسيس وطن

تعاودنا ذكرى يوم مجيد.. يوم صنع فيه تاريخ.. وولدت فيه أمة.. وأنبثق نور..
الأول من الميزان عام 1351هـ .. يوم محفور في ذاكرة التاريخ.. ذكرى غالية تسكن وجدان إنسان هذا الوطن..ففي ذلك اليوم الأغر أصدر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- يرحمه الله- أمراً ملكياً بتحويل اسم المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها إلى مسمى (المملكة العربية السعودية).
ومنذ ذلك التاريخ بدأت الانطلاقة الرائدة والمسيرة الخالدة نحو تشييد هذا الكيان العتيد..
واليوم.. تحتفل الأرض ويحتفي الإنسان على امتداد هذه الأرض المعطاء بذكرى يوم تأسيس هذا الكيان العتيد. وعندما نحتفل بهذه المناسبة فاننا نربط ماضينا بحاضرنا ونطلع اجيالنا الحاضرة على المكانة التاريخية والرصيد الحضاري الذي تحقق للبلاد.
«اليوم الوطني».. يوم من أيام التاريخ لاتنسى.. رمز الوحدة والأمن والانجاز وعنوان الإرادة الصادقة القوية..
78 عاماً مضت على مسيرة المجد.. مسيرة ممتدة البناء والنماء.. بدأها موحد البلاد.. الملك عبدالعزيز آل سعود.. الذي أحال الفرقة والتناحر والتنافر إلى وحدة وانصهار وتكامل تحت أغلى راية.. راية التوحيد الخالدة(لاإله إلاالله محمد رسول الله).. مبعث القوة والإرادة ومصدر الصمود والتصدي.
وأعاد الملك عبدالعزيز-طيب الله ثراه- بإرادة الله سبحانه وتعالى الأمن والأمان إلى سكان البلاد.. فاطمأنوا إلى حياتهم وأموالهم ومنازلهم وأعراضهم.. بعد ردح من الزمان افتقدوا فيه هذه النعمة العظيمة.
وليس من شك أن القائد الذي يحقق هذا الانجاز الوحدوي الفريد.. ويقيم هذا البناء الوطني الشامخ.. هو إنسان وهبه الله صفات قيادية فطرية.. وقدرات ومواهب متعددة..
يقول المؤرخ العربي (أمين الريحاني) عن الملـك عبدالعزيز: «لقد قابلت أمير العرب كلهم ولم أجد أكبر من هذا الرجل. انه كبير في تفكيره وفي كلامه وفي نظراته وفي مصافحته».
** وعندما تحين هذه الذكرى المجيدة.. ذكرى يوم الوطن أتذكر نظرية (التحدي والاستجابة) الشهيرة للمفكر العالمي «أرنولد توينبي».. التى خلص فيها إلى أن التحدي يقود الى صنع الانجاز فالملك عبدالعزيز-يرحمه الله- أنطلق من الكويت وفي داخله تحد كبير يدفعه لاستعادة ملك آبائه وأجداده.. وكان يعيش التحدي عندما ناهض لتوحيد المناطق المتفرقة وإذابة الصراعات وإزالة الخلافات وإشاعة الأمن والأمان.. وتحقيق الانصهار الاجتمـــاعي INTEGRATION SOCIAL..
وشيد دولة رائدة.. وأقام كياناً أممياً.. وتحقق على هذه الأرض الطيبة من الانجازات في سنوات.. ماعجزت أمم أخرى عن تحقيقه في قرون..
وعلى أسس راسخة.. تواصلت مسيرة العطاء الحضارية بقيادة أبناء الملك عبدالعزيز من بعده. الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد-يرحمهم الله-. وجاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز متميزا بالانجاز.. مفعماً بالخير.. بارزاً بنهضة تنموية شملت الأرض والإنسان على امتداد مساحة مملكتنا الحبيبة.
وحري بنا بمناسبة هذه الذكرى العزيزة أن نمعن النظر ونعمل التفكير من منطلق موضوعي لندرك حجم ماتحقق في بلادنا في شتى الميادين الحياتية أمنياً واقتصادياً واجتماعياً وعمرانياً..
ولعل مقارنة ماتحقق بما كان عليه الوضع في الماضي القريب.. يجسد حقيقة مانحن فيه من نعمة كبيرة أنعم علينا بها المولى عز وجل.. تزداد وضوحاًً وعمقاً عندما نلتفت إلى واقع دول وشعوب أخرى محيطة بنا في هذا العالم..
ولعل هذه الذكرى المجيدة تكون حافزاً للجميع على تكريس الجهود المخلصة الأمينة كل في مجال عمله ونطاق ادائه وقدرته خدمة للوطن والإنسان وحفاظاً للوحدة والكيان.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا نعمه ويوفق قادتنا لمافيه خير البلاد والعباد. انه سميع مجيب.

آخر تحديث
9/24/2008 3:26:37 AM