تعاودنا ذكرى اليوم الوطني المجيد، يوم العزة والفخار، ونستقرئ في ذكراه العزيزة مواكب التطور وحركة البناء التي غطت كل بقعة من بقاع هذه الارض المعطاء، وشملت شتى مناحي الحياة في مشروع حضاري كبير قلما شهد التاريخ الحديث له مثيلا.
وإذا قصرنا حديثنا هنا على التطور الصحي الذي شهدته بلادنا منذ عهد المؤسس الراحل – المغفور له بإذن الله تعالى- الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله- نجد أن ما تحقق يعد ملحمة من ملاحم البناء الإنساني الذي تجاوز حدود القياس التاريخي إنجازاً وأداءاً.
فعندما تأسست المملكة لم يكن في طول البلاد وعرضها سوي مستفشيين وهما : مستشفى جياد بمكة المكرمة والذي تأسس في عام 1388هـ ومستشفى باب شريف في جدة والذي أنشئ في عام 1308هـ.
وكانا مستشفين صغيرين محدودي الإمكانية والتجهيز أطلق عليهما تجاوزا مسمى "مستشفى".
وكان الاستفشاء في البلاد يتم بطرق بدائية وتقليدية مثل الكي بالنار والحجامة والوصفات الشعبية وتجبير الكسور، وكان العطارون يمارسون مهنة العلاج وتقديم الأعشاب كدواء.
ولذلك فإن الوضع الصحي في معظم أرجاء البلاد كان متدنياً وكانت الامراض منتشرة.
ولقد أعطى مؤسس هذا الكيان الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود-يرحمه الله- صحة الانسان اهتماماً خاصاً وأولاها عناية كبيرة.
فبعد دخوله الحجاز اصدر الملك عبد العزيز أمراً ملكياً في 27/08/1344هـ قضى بإنشاء مديرية الصحة والإسعاف التي ربطت مباشرة بنائب الملك في الحجاز وكان آنذاك الملك فيصل- يرحمه الله- وكان من مهامها رعاية صحة الأفراد والاهتمام بصحة الحجاج وكذلك صحة البيئة وتولي كافة الامور المتعلقة بالصحة.
وفي 29/4/1351هـ صدر امر سامي برقم (3635) قضى بتشكيل مجلس اعلى للصحة لتولي وضع السياسات الصحية العامة.
ولقد تم في عهد الملك عبد العزيز إنشاء عدد من المستشفيات والمستوصفات ، حيث بلغ عدد المستشفيات التي أنشئت في عهد الملك عبد العزيز (11) احد عشر مستشفى إلى جانب (25) خمسة وعشرين مستوصفاً انتشرت في مختلف مناطق المملكة، وقد طورت المستشفيات وتم تحسين أدائها إنشائياً وعملياً وتجهيزياً في عهد الملك عبد العزيز.
وشهد عهد الملك عبد العزيز-طيب الله ثراه- صدور العديد من الأنظمة التي نظمت القطاع الصحي وقننت الخدمات الصحية وانعكس ذلك على الاداء الصحي والمستوى الصحي العام.
ولعل من تلك الانظمة ما يلي :
- نظام الطبابة والصيدلة 1347هـ.
- نظام الاحتياطات الصحية للوقاية من الأمراض المعدية .
- نظام الاتجار بالمواد المخدرة 1353هـ.
- نظام تعاطي الصيدلة في المملكة 1354هـ.
- نظام المستشفيات 1354هـ.
- نظام الاتجار بالادوية والعقاقير الطبية والمستحضرات والاعشاب 1357هـ.
- نظام منع بيع الادوية في الدكاكين واقتصار بيعها على صيدليات 1358هـ.
كما صدر امر سامي برقم 3636 في 29/4/1351هـ باشتراك الحكومة في المجلس الصحي الدولي (منظمة الصحة العالمية حالياً).
ولقد شهدت الخدمات الصحية في البلاد نقلة نوعية كبيرة عندما اصدر الملك عبد العزيز مرسوماً ملكياً برقم 5/11/4/8697 في 16/8/1370هـ بإنشاء وزارة للصحة وتعيين الامير عبد الله الفيصل وزيراً للصحة.
ولقد بلغت ميزانية وزارة الصحة في اول عام لها وهو عام 1370هـ مبلغاً وقدره (6.516.670) .
ومما سبق نستطيع القول بان مرحلة التاسيس التي وضع اركانها الملك عبد العزيز شملت الخدمات الصحية حيث شهدت البلاد منشآت صحية وتنظيمات صحية وأنجازات مضيئة تحققت في عهد الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه- كانت اساساً مكيناً ونواة مثمرة للتطور الصحي الحالي.
فلقد تواصلت المنجزات الصحية واستمرت حركة التطوير للخدمات الصحية خلال عهود أبناء الملك عبد العزيز البررة سعود وفيصل وخالد – يرحمهم الله-.
عهد خادم الحرمين الشريفين :
شهد القطاع الصحي في عهد خادم الحرمين الشريفين الحالي وثبات كبيرة وواسعة كمية ونوعية. وتوج بالنظام الاساسي للحكم الصادر في 27/8/1412هـ الذي تضمن المادة رقم (31) التي تنص على التالي : (تعني الدولة بالصحة العامة وتوفر الرعاية الصحية لكل مواطن).
كما تضمنت المادة رقم (27) من النظام الاساسي للحكم النص التالي : تكفل الدولة حق المواطن وأسرته في حالة الطوارئ والمرض والعجز والشيخوخة.
ولقد شهد عهد خادم الحرمين الشريفين مستشفى ينشأ كل (25) يوماً ومركزاً صحياً ينشا كل (6) أيام.
فعندما تولى –يحفطه الله- تقاليد الحكم في الثاني والعشرين من شهر شعبان عام 1412هـ كان عدد مستشفيات وزارة الصحة (72) مستشفى فقط بعدد اسرة إجمالي بلغ (14333) سريراً بينما يبلغ عدد مستشفيات وزارة الصحة اليوم (192) مستشفى بعدد أسرة إجمالي يبلغ (28095) سريراً، إلى جانب (40) مستشفى تتبع الجهات الحكومية الأخرى بسعة سريرية إجمالية تبلغ (9319) سريراً، أي أن إجمالي عدد المستشفيات حالياً (232) مستشفى حكومي بسعة سريرية إجمالية تبلغ (37414) سريراً.
كما ارتفع عدد المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة في عهد خادم الحرمين الشريفين من (973) مركزاً صحياً فقط إلى (1785) مركزاً صحياً، إلى جانب (611) مركزاً صحياً تتبع الجهات الحكومية الأخرى، وبالتالي يبلغ العدد الإجمالي للمراكز الصحية الحكومية في المملكة (2396) مركزاً صحياً تنتشر في مختلف أرجاء المملكة.
وأصبح في المملكة اليوم (292) مستشفى حكومي وخاص بسعة سريرية قدرها (42.625) سريراً يضاهي بعضها أرقى المستشفيات العالمية، إلى جانب (2396) مركزاً صحياً تنتشر في مختلف أنحاء البلاد، ويبلغ معدل الأسرة للسكان، (232) لكل ألف نسمة.
كما يبلغ معدل الأطباء للسكان 1.7 لكل ألف من السكان، كما يبلغ معدل التمريض 3.3 لكل ألف من السكان.
وباتت تجري في مستشفيات المملكة العمليات الجراحية المعقدة والكبرى التي لا تجري إلا في مستشفيات دول العالم المتقدمة طبياً مثل عمليات زراعة الأعضاء (زراعة الكبد والقلب والكلي والقرنية ونخاع العظام) وغيرها من الجراحات الدقيقة.
بل إن المرضى من الدول الأخرى اصبحوا ينشدون العلاج في مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة، بعد أن كان مواطنونا يغادرون للاستطباب في الخارج.
ولقد ارتفع معدل تغطية السكان بالتطعيم ليصل إلى 97% لشلل الأطفال و 95% لكل من الدفتريا والكزاز والسعال الديكي والحصبة والدرن والالتهاب الكبدي، وبلغت نسبة السكان الذين تتوفر لهم خدمات صحية 99%.
ولقد أدخلت خدمات الطب الفضائي في بعض مستشفياتنا ليمثل ذلك نقلة طبية نوعية كبيرة، فلقد دشن خادم الحرمين الشريفين –يحفظه الله- في الحادي عشر من شهر ربيع الآخر 1416هـ، مشروع ربط مستشفيات المملكة بالمراكز الطبية المتخصصة في الولايات المتحدة عبر الأقمار الصناعية بمستشفى الملك فيصل التخصصي.
تطور القطاع الصحي في المملكة منذ بداية التخطيط العلمي للتنمية الصحية
|
خطة التنمية الاولى (1390-1395هـ)
|
خطة التنمية الثانية (1395-1400هـ)
|
خطة التنمية الثالثة (1400-1405هـ)
|
خطة التنمية الرابعة (1405-1410هـ)
|
خطة التنمية الخامسة (1410-1415هـ)
|
خطة التنمية السادسة (1415-1420هـ)
|
عدد المستشفيات
|
70
|
97
|
105
|
163
|
173
|
182
|
عدد الاسرة
|
7734
|
12525
|
20796
|
26315
|
26878
|
27358
|
عدد المراكز الصحية
|
215
|
506
|
136
|
1668
|
1719
|
1737
|
|