شرطة جدة في ميزان التقويم

جريدة عكاظ 22/6/1432هـ الموافق 25مايو 2011م العدد 3629

شرطة جدة في ميزان التقويم

عبدالإله ساعاتي

أنعم المولى عز وجل على هذا البلد المعطاء بروافد أمنٍ وارف واستقرار مكين، وهي نعمة عظيمة لا يمكن أن تستقيم الحياة البشرية بدونها، فإذا ضاع الأمن اختلت الحياة وتوقف ركب النماء وتعطل موكب التقدم.
ولقد كانت أول دعوة للخليل إبراهيم عليه السلام: «رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات».
وقال الرسول صلوات الله وسلامه عليه: «من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا».
ولقد أكدت الدراسات العلمية والتجارب الواقعية إن تقدم الأمم وازدهارها لا يتحقق إلا بتوافر الأمن والاستقرار، واستقراء الحضارات الإنسانية المتعاقبة يؤكد العلاقة الطردية بين النمو الحضاري ودواعي الأمن والأمان، ويؤكد ارتباط الحضارات بالأمن كما يؤكد أن الأمن هو أساس التنمية، فالتنمية الحضارية والتطور الإنساني لا يتحققان ما لم تتوفر بيئة آمنة، بل من الثابت علميا أن الأداء الاقتصادي والعملية الإنتاجية في المجتمع بصفة عامة ترتبط بالاستقرار الأمني.
ورغم أن التطور المدني يقود إلى زيادة معدلات الجريمة وتنوع أشكالها، كما يؤدي إلى بروز ظواهر أمنية لم تكن معروفة، فإن من الطبيعي أن يحدث هذا في المملكة، فنحن جزء من هذا العالم القرية، ولكن تظل معدلات الجريمة محدودة مقارنة بمعظم دول العالم ــ ولله الحمد والمنة ــ. لذلك قال (ديفيد قيل) في الفاينانشال تايمز البريطانية: «إن المملكة العربية السعودية هي الوجه الهادئ المشرق في عالم مضطرب».
وعندما نستقرئ تاريخ جهاز الشرطة في المملكة، نجد أن جذوره تعود إلى عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ــ طيب الله ثراه ــ الذي أنشأ إدارة الشرطة في مكة المكرمة في عام 1343هـ، ثم أنشئت مديرية الأمن العام في السنة التالية، وتطور جهاز الأمن بعد ذلك تطورا كبيرا على مر السنين، حتى بات اليوم جهازا متطورا بمرافق تخصصية متعددة.
ولقد حققت شرطة جدة منذ تولي اللواء علي السعدي الغامدي مهماتها، إنجازات ملموسة، وتطورت تطورا واضحا، وتطور شرطة جدة إنما هو أمر ينهض بتحقيق أغلى أمانينا جميعا متمثلة في الأمن والطمأنينة. حيث أظهر التقرير الأمني السنوي لهذا العام انخفاض معدلات الجريمة للسنة الثالثة على التوالي في محافظة جدة، بما شمله التقرير من الأعمال الأمنية لكافة الأجهزة الأمنية في المحافظة؛ ومنها: الأمن الجنائي، البحث الجنائي، الدوريات الأمنية، الأدلة الجنائية، تنفيذ الأحكام الحقوقية، وشعبة التزييف والتزوير.
وأظهر التقرير انخفاض الجريمة بصفة عامة وقضايا الأموال على وجه الخصوص بنسبة متميزة عن العام الماضي.
وبناء على هذا الإنجاز، ثمن أمير منطقة مكة المكرمة الجهود التي يبذلها مدير شرطة جدة اللواء علي السعدي الغامدي ومنسوبو الشرطة في مكافحة الجريمة، كما أشاد محافظ جدة بجهود مدير شرطة جدة ومنسوبيها الذين يعملون من خلال منظومة متكاملة للحفاظ على أمن الوطن والمواطن .
وللحق فإن اللواء علي السعدي الذي حقق نجاحات أمنية بقدراته القيادية وإنجازاته العملية يستحق هو ومنسوبو الشرطة الشكر والتقدير، فهم (العيون الساهرة) التي تسهر على أمننا.
وفي الوقت الذي أسعدني اهتمام شرطة جدة بتوظيف آليات البحث العلمي ونظم المعلومات الأمنية، فإنني آمل تعميق وترسيخ البحث العلمي كأداة أساسية لبناء قاعدة معرفية قادرة على استيعاب العلوم الحديثة وتطبيقاتها المتعددة في المجال الأمني خاصة لتحديد الحالة الأمنية واتجاهاتها المستقبلية وتحفيز التخطيط الاستباقي.
أدام الله علينا نعمة الأمن والأمان.. إنه سميع مجيب.

 


آخر تحديث
5/25/2011 11:05:07 AM